«حزب الله» ينقل 35 جريحاً من مسلحي القصير، «الصليب الأحمر» يستلمهم على الحدود اللبنانية
كانت الأصوات عبر الإنترنت وصفحات التنسيقيات التابعة للمعارضة السورية تتعالى لنقل المئات .
من مسلحي القصير الجرحى للعلاج بسبب حراجة وضع بعضهم عندما حصل أمر غريب ففي الوقت الذي كان فيه «الصليب الأحمر» يعمل لفتح طريق آمن للجرحى السوريين من عرسال، تلقى أحد المسؤولين الإغاثيين اتصالاً من وسيط معروف بعلاقته بـ«الجيش السوري الحر» في القصير و«حزب الله». الوسيط طلب من المسؤول الإغاثي الطلب من «الصليب الأحمر» تأمين سيارات كافية لنقل جرحى سوريين إلى مستشفيات الشمال. لم تكن قد مرت ساعات على تعرض سيارة لـ«الصليب الأحمر» للرشق خلال نقل أحد الجرحى، ما دفع مسؤولي المنظمة إلى إظهار نوع من التردد في حال لم يكن هناك غطاء وتنسيق مع عشائر المنطقة لتأمين ممر آمن من البقاع في اتجاه الشمال اللبناني. لم يتأخر الجواب عبر الوسيط: «حزب الله سيتولى تأمين طريق الجرحى إلى القبيات».
اكتمل عدد سيارات الإسعاف عند الثانية فجراً على أن ينقل الجرحى من الهرمل بعد وصولهم إلى المدينة، لكن اتصالاً من الوسيط غيّر الحسابات. الجرحى لم يكونوا في الهرمل إنما في قرية على الحدود اللبنانية السورية تدعى حوش السيد علي.
بينما كانت السيارات تتقدم في اتجاه نقطة التسليم لاحظنا انتشاراً لعناصر «حزب الله» وصل ذروته عند نقطة التسليم. وقد نشط شبّان «الصليب الأحمر» والصبيّة الوحيدة بينهم، في الاستعلام عن الإصابات. المشهد غريب بعض الشيء. ويزداد غرابة مع «حوار» عنصر من «حزب الله» مع أحد المسلّحين الجرحى:
-«جازاكم الله خيرا يا حزب الله»، قال أحد الجرحى. صمت ثم أضاف: «تقاتلنا وها انتم تهبون لنجدتنا في الوقت الذي تركنا الجميع».
فأجاب عنصر «حزب الله» الواقف إلى جانبه:
-«لا جميل لنا على أحد، هذا ما يأمر به ديننا، هذا ما تعلمناه عن معاملة الجريح حتى ولو كان عدونا، أتمنى أن تراجعوا نظرتكم لنا».
يصعب تصديق هذا الحديث. لكن ثمة شهوداً من عناصر «الصليب الأحمر الدولي واللبناني»، ومن مسلحين جرحى هم الآن في مستشفيات الشمال اللبناني.
لكن، يبقى السؤال: كيف وصل هؤلاء إلى هنا ولماذا هم مع «حزب الله» تحديداً؟
وفق مصادر مطلعة فان أحد مسؤولي «الجيش السوري الحر» في القصير وبعد تفاقم وضع الجرحى تواصل مع الوسيط وطلب منه التوسط مع الحزب للسماح بنقل الجرحى إلى لبنان. وتزامن ذلك مع اتصالات سياسية تطلب فتح ممر آمن للجرحى في اتجاه لبنان. لم يطل الأمر حتى جاء الجواب من قيادة الحزب بالإيجاب.
وتشير المعلومات إلى أن مجموعة من الحزب نقلت 35 جريحاً من داخل الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، وجرى التواصل مع «الصليب الأحمر» لتأمين نقلهم إلى مستشفيات حددها «الجيش السوري الحر». وجرى التنسيق أيضاً مع العشائر في المنطقة بهدف عدم إغلاق الطرق أو التعرض لأي سيارة تنقل جرحى وسط استغراب شديد من قبل الأوساط المطلعة على العملية، فيما الحزب صامت يرفض التعليق.
انتهت عملية إحصاء الجرحى وتسليمهم إلى «الصليب الأحمر» ونقلوا من سيارات الحزب إلى سيارات الإسعاف لينطلق الموكب في اتجاه مقر «الصليب الأحمر» في الهرمل. هناك لا وجود لـ«حزب الله». وهناك الجرحى أكثر حرية في قول ما يريدون. اقتربنا من إحدى السيارات وفيها مجموعة من المصابين بينهم واحد لديه إصابة حرجة في إحدى قدميه. سألته إذا كان من القصير فأجاب بالتأكيد، سألناه: «أليس غريباً أن يكون حزب الله هو الذي يسلمكم للصليب الأحمر؟»، نظر إلى أحد رفاقه وابتسم ثم نظر إلي قائلاً: «غريب! ولم الغرابة، جازاهم الله خيراً! من معنا يبيعون الكلام، أما حزب الله فيقول ويفعل، جازاهم الله خيراً».!
أسماء الجرحى الذين نقلوا: محمد حسين ح.، عمر عبد الحميد ز.، عماد رياض ش.، بلال محمد ص.، خليل احمد م.، بسام خالد د.، عاطف عباس ز.، يامن عبد الله م، سامر عدنان ز.، موفق توفيق ع.، علي حسين ع.، عبد الكريم محمد م.، غسان خالد ع.، فايز محمد م.، معاوية خالد ح.، حسن يحيا ش. ، خالد جمعة ر.، احمد عزمي ف.، علاء محمد علي ح.، طاهر محمد علي ج.، نور محمود ر.، نصر الدين س.، طارق خالد ف.، محمد حسن ع. ، سليمان محمود ر.، محمد حسين م.، سعد عبد المعين ص.، أدهم طاهر إ.، علي حسين ش.، عبد الرزاق محمد و.، معتصم بركات ب.، محمد احمد ز.، زياد خـــــالد ف.، علي محـــمد ج.، غسان محمد ج.
علي هاشم
السفير