منطق الفريق
على الرغم من كل الفردية التي حاول البعض إقناع البشرية بها وتأليهها حتى لا يعود هناك مكان للحس الجماعي عند البشر، ما زال البشر كائنات اجتماعية، يعملون معاً يفرحون معاً يسعدون معاً ويعرفون في قرارة أنفسهم مهما بلغت درجة الأنانية أنه لا متعة للحياة دون وجود آخرين يشاركونك هذه السعادة، «الجنة بلا ناس ما بتنداس».
وتزداد قيمة العمل والإنتاج بزيادة التعاون والتحالف، فالإنجاز الجماعي له طعم ألذ -بما لا يقارن- من الإنجاز الفري، لأن قيمة الفرحة الجماعية ومفعولها على وعينا البشري أكبر بكثير.
وفي العمل العلمي تحديداً تكتسب روح الفريق معاني غاية في الوضوح، فلم يعد العمل البحثي المعتمد على الفرد مقبولاً لدى أهم المرجعيات والدوريات العلمية، فكلما ازداد عدد العاملين على بحث ما ازدادت أهميته، وذهبت إلى غير رجعة تلك الأيام التي كان للباحث الفريد الوحيد على اسم المقالة العلمية وقع كبير، فحتى أهم الباحثين الآن يبحث عن شركاء في عمله لزيادة المصداقية للجهد المبذول.