الأكياس الورقية صناعة تتحدى ألوان النايلون

الأكياس الورقية صناعة تتحدى ألوان النايلون

عرف العالم صناعة الكيس الأول من النايلون (الأكياس البلاستيكية) عام 1853، وكان الدافع إلى صناعة هذه الأكياس حفظ الطعام من التلف وفقدان قيمته بسبب تعرضه للهواء. وفي الوقت ذاته كان من الصعب تخزين الكثير من الأطعمة، فيما كان يلجأ البعض إلى تخزين أطعمة في لفافات من الأقمشة أو الورق. تطور هذه الصناعة تطلب وقتاً طويلاً، إذ شهدت التطور الأول في العام 1965، متمثلاً في تقسيم الأكياس المصنعة إلى مقاسات متعددة، إضافة إلى اختلاف في ثقل الأكياس، في الوقت نفسه هناك بلدان لم تتخل عن استخدام الأكياس الورقية ومنها مصر لما لها من استخدامات مفيدة في مناح أخرى.

لصناعة الأكياس الورقية في مصر طقوس قديمة شارفت على الاندثار، في ظل تغول الأكياس البلاستيكية في الأسواق وزيادة الطلب عليها.

يقول أحد العاملين في صناعة الأكياس الورقية عطية عبد العظيم (59 سنة): «تعلمت هذه الصناعة في ورشة والدي في حي الحسين في القاهرة، واكتسبت مهارة الآباء والأجداد، وأحاول جاهداً أن أحافظ عليها على رغم الهجوم الشرس الذي نواجهه من صناعة الأكياس البلاستيكية».

وتعاني صناعة الأكياس الورقية أوضاعاً متأزمة، ويوضح عبد العظيم: «عزوف البعض عن استخدام الأكياس الورقية أفقد هذه الصناعة بريقها وأدخلها في دوامة الضائقة المالية، مع ارتفاع أسعار شراء الورق، ما ساهم في ارتفاع كلفة الصناعة، مقابل سعر زهيد للأكياس البلاستيكية، وللسبب نفسه تلجأ الشركات والمحلات بمختلف أنواعها للأكياس البلاستيكية، لا سيما أنها أصبحت جزءاً من ثقافة الناس لما لها من ألوان وأشكال متعددة يصفها البعض بأنها مبهجة».

وعن سؤاله عن حال المهنة حالياً، يجيب: «نحن نمثل الشكل القديم في الأربعينات والخمسينات لهذه الصناعة، والغريب أن المطاعم العالمية في مصر والدول العربية تستخدم الأكياس الورقية من دون البلاستيكية، إلا أن الجمهور لم يعتد عليها بعد كأسلوب معمم لحمل أغراضه، ولعل محلات الملابس الكبرى هي النجدة بالنسبة لنا وآخر الآمال لتسويق منتجاتنا».

الشهرة جائزة يفضلها البعض عن المال، وهذا ما حدث بالفعل للعم عطية، ويفسر ذلك: «ذات يوم، مرّ عليّ أحد الأشخاص في ورشتي بحي الحسين في القاهرة ومعه كاميرا، ورأيت في عينيه نظرة الاستفهام وكأنه يقول ما هذا؟ واستقبلته بترحاب شديد وظننته تاجراً يريد بضاعتنا، وشرحت منتجاتنا وقصة الورشة والصناعة، وقبل أن يغادر أخرج هاتفه الخليوي والتقط عدة صورة للورشة، وسجل رقم هاتفي للتواصل، وبعد مرور يومين وردتني رسائل عدة من أشخاص لم أعرفهم من قبل يريدون زيارة الورشة، واستفسرت منهم عن السبب وعرفت أن ذلك الزائر قام بنشر الصورة التي التقطها للورشة على حسابه الخاص على الإنترنت، بعدها توالت الزيارات ولكن منم دون زيادة في طلبات الشراء».