إنها تنتظر
ربما تكون إحدى فوائد الأزمة أنها ساعدت على فرز سريع للكوادر البشرية السورية لم كان سيحل لو أن الأمور ما زالت تجري بالوتائر السابقة.
صحيح أن سورية خسرت الكثير من كوادرها الهامة خلال السنتين الماضيتين، بدافع الخوف أو لإغراءات عديدة من الخارج، لكن يبدو أن هذا دفع العديد من العقول أن تعمل بعقلية الأزمة تحت الضغطة فتجوهر، كما يتجوهر الكربون ليتحول إلى ألماس تحت الضغط والحرارة الشديدين، فنبغ العديد من الشباب ذوي الروح الوطنية العالية في كل المجالات، إنهم يستحقون أن نفخر بهم جميعاً، ونشير لهم بالبنان ونسقط عليهم بقعة من ضوء.
ما زلنا ننتظر عودة أولئك الذين سافروا مترقبين منهم أن يكونوا قد جمعوا المزيد من الخبرات التي ستصب في مصلحة التطوير حتماً، بروح عالية تريد أن تعوض ما فات من العطاء، ونترحم على أرواح الكثير والكثير من الخبرات الشابة التي ذهبت ضحية معركة، ربما لم يختاروها، وخسرنا برحيلهم عقولاً نيرة وأرواحاً معطاءة.
إننا أمام مهمة كبيرة في التعويض عما خسرناه وما فاتنا في بناء المزيد والمزيد، في حرق المراحل بافتتاح العديد من الجامعات والمراكز البحثية، في دفع الشباب إلى العمل بروح العطاء بعد دفع شبح الحرب والعنف.
هناك من ينتظر جهودنا، إنها تنتظر...