صائد الجواسيس
بيتر رايت بيتر رايت

صائد الجواسيس

عمل بيتر رايت لفترة طويلة كمسؤول متوسط المستوى في جهاز المخابرات البريطانيّة الداخلي MI5، وكضابط تنسيق مع المخابرات الخارجيّة MI6. وعندما أصدر مذكراته عام 1988 بعنوان «صائد الجواسيس»، مُنع الكتاب من التوزيع في بريطانيا، وكان يُصادر من حامله في المطار. رغم أنّ الكتاب ليس قيّماً كثيراً، إلّا أنّه يسلّط الضوء على جزء من آليّة عمل أجهزة المخابرات الغربية التي تمّت هيكلتها للحفاظ على المنظومة الرأسماليّة، وضرب كلّ من يحاول الوقوف في وجهها. وهاكم مختارات من الكتاب:

يقول في الصفحة 43:

قدم كاكني (رئيسه في العمل) عدّة أمثلة: كالدخول إلى المباني بدون تصريح، أو الاعتداء على خصوصية الفرد، حيث تكمن المصيبة، وأوضح أن (MI5) تعمل على قاعدة الوصيّة الحادية عشرة (من الوصايا العشر): «لا تُمسك بجرم». وبأنّ الجهاز لا يملك سوى القليل من الأساليب لحماية موظفيه. وشرح لنا عن كيفيّة الارتباط بالشرطة. فقد كانت الشرطة تقوم بتقديم المساعدة لـ (MI5) إذا ما وقع خطأ ما، وخاصة إذا ما تمّ الاقتراب من الشخص المطلوب. ولكن كان يوجد باستمرار توتّر معين بين الطرفين، وكانوا دوماً ينكرون أيّ معرفة لهم بأيّ شيء إن تسرّب شيء للخارج.

... قدّم لنا كاكني كتاب التعليمات في (MI5)، وشرح تنظيم العمل. كان هناك ستّ دوائر: الشعبة "أ" وتهتمّ بالمصادر. الشعبة "ب" وهي قسم الموظفين. الشعبة "ج" المسؤولة عن الأمن الوقائي والتحقيق في كافّة المؤسسات والمشاريع الحكومية. الشعبة "د" وتتولّى التجسس المضاد. الشعبة "ه" وهي المسؤولة عن المخابرات البريطانية في المستعمرات آنذاك والاختراق المضاد في ملاوي وكينيا. وأخيراً الشعبة "و" وتتولى القضايا المحلية وخاصة التنصت على تلفونات الحزب الشيوعي البريطاني وعلاقاته مع الحركة العمّالية.

وفي الصفحة 57:

وضع دينمان على الحائط ما يعتبره فخراً له واعتزازاً، رسالة ضمن إطار على اللوحة. كانت مُرسلة إلى عضو بارز في الحزب الشيوعي كانت تتم مراقبة بريده بانتظام. عندما فُتحت الرسالة اكتشف الموظفون الفنيّون بأنّها تحتوي على رسالة مكتوبة بالآلة الكاتبة، جاء فيها: «إلى (MI5)، إذا فتحتم هذه الرسالة فأنتم سفلة». أمّا دينمان فقد اعتبرها رسالة ضائعة، أي أنه لا واجب قانوني يجبره على إرسالها إلى العنوان المكتوب على المغلف.

وفي الصفحة 62:

وكخطوة أولى اقترحنا على سكاردون أن يقوم بتوظيف عدد من النساء، إذ أن المراقبة الكثيرة تتضمن الجلوس لساعات طويلة في المقاهي والحانات والحدائق لانتظار ومتابعة اللقاءات حال حصولها. فرجل وامرأة سيكونان أقل إثارة للشك من رجل أو رجلين. إلّا أن سكاردون عارض الخطّة بشدّة. كان يخشى أن تؤدي هذه الإضافات إلى إغراءات تؤثر بشكل عكسي على معنويات رجاله.

قال: «لن تحب الزوجات هذه الطريقة»