نبيذ جورجيا
آشيفا كاسام آشيفا كاسام

نبيذ جورجيا

كشفت سلسلة من الحفريات في جورجيا عن أدلّة على أقدم تخمير نبيذ في العالم، وذلك عبر تتبّع آثار ما وجد داخل جرّة فخارية تعود إلى ستّة آلاف عام قبل الميلاد.

تعريب: هاجر تمام

ففي حين هناك آلاف أصناف النبيذ حول العالم، فإنّها جميعها تقريباً مستمدة من نوع واحد فقط من العنب، فالعنب اليوراسي هو النوع الوحيد الذي تمّ تدجينه.

وحتّى الآن، فإنّ أقدم جرار احتوت على النبيذ تعود إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، حيث تمّ اكتشاف سبعة أواني تحوي الآثار الكيميائيّة للشراب، في جبال زاغروس شمال إيران عام 1968 

لقد تمّ هذا الاكتشاف على يد فريق من علماء الآثار وعلماء النبات في جورجيا في قريتين تقعان على بعد 50كم جنوب تبليسي. يقدّم الموقع لمحة من ثقافة العصر الحجري الحديث (النيوليتي Neolithic) المميّز بمنازل مدوّرة من القرميد والطين، وبأدوات مصنوعة من الحجارة والعظام، وبتربية الماشية والخنازير وبزراعة القمح والشعير.

كان الباحثون مهتمين بشكل خاص بقدرٍ من الفخار وجدوه في المنطقة، وهو في الغالب أحد أقدم القدور المصنوعة في الشرق الأدنى. أحد الجرار من مستعمرة قريبة يبلغ طوله حوالي المتر وعرضه حوالي المتر، ويمكن أن يتسع لأكثر من 300 لتر. كما كان مزيناً ببعض اللطخ التي خمّن الباحثون بأنّها قد تكون عناقيد من العنب.

استخدم الباحثون بعد جمعهم للكثير من الأدلّة الآلية التحليليّة، من أجل اكتشاف ما إذا كانت التربة أو السطح الداخلي للإناء تحوي على إشارات على الجزيئات الصحيحة أو على الآثار الكيميائيّة المطلوبة لكي يكون هناك دليل على وجود النبيذ.

لقد وجد الفريق آثاراً على حمض التارتاريك (Tartaric acid)، وهو مادّة توجد في العنب بكميات كبيرة، على قطع الفخار. وأظهرت الاختبارات على التربة وجود كميات أقلّ بكثير من الحمض. كما لاحظ الفريق وجود ثلاثة أحماض أخرى مرتبطة بالعنب وبالنبيذ. كما أشارت أدلّة أخرى على وجود النبيذ، مثل أبواغ العنب التي وجدت في موقع التنقيب، ولكن ليس على سطح التربة. كما وجدت جزيئات وخلايا وفاكهة، يُعتقد بأنّها من سطح الكروم الموجودة داخل القطع المتشظية.

وقد لاحظ الفريق بأنّه يمكن أن تكون القدور قد استخدمت لتخزين شيء آخر غير النبيذ، مثل العنب نفسه. لكنّ القدور مصممة لتوضع فيها المياه، وحشرها بالزبيب والعنب سوف يفسدهما دون ترك آثر. علاوة على ذلك، فليس هناك من إشارات استدلاليّة بأنّ القدور قد استخدمت لصناعة العصائر المركزة، حيث أنّ العصائر سوف تتخمّر فيها بغضون أيام.