محددات القرحة وعلاجها
كيف تعلم بأنّك تعاني من قرحة (Ulcer)، وما هو العلاج الأفضل لها؟
القرحة هي التهاب مفتوح في المعدة أو في بطانة الأمعاء، وسببها التعرّض لأحماض الجهاز الهضمي. تحدث القرحة الهضميّة (Peptic ulcer)، وهي الأكثر شيوعاً، في المعدة (قرحة المعدة Stomach ulcer) وفي المعي الاثنا عشري (قرحة العفج Duodenal ulcer). وهي غير مريحة غالباً، وأعراضها الرئيسيّة هي آلام في المعدة، وقد تصل إلى النزيف. هناك سببان شائعان للقرحة الهضمية: عدوى بكتيرية أو الاستخدام المتكرر لبعض مسكنات الألم. والخبر السار أنّ هناك علاجاً متاحاً لها، أساسها إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة أو في الاعتماد على الأدوية.
أولاً: كيف تتطوّر القرحة؟ العدوى الشائعة هي عدوى بكتيريا (الملويّة البوّابيّة Helicobacter pylori) التي يمكنها أن تتسبب بضرر في بطانة المعدة والمعي الاثنا عشري. يمكن للبكتيريا أن تنتشر من الاتصال بطعام أو مياه أو أواني غير نظيفين، أو الاتصال بسوائل جسد الشخص المصاب. السبب الآخر للقرحة هو تعطيل بعض الإنزيمات من قبل أدوية تخفيف ألم معينة. تؤدي هذه الإنزيمات إلى الألم، ولهذا فإنّ تعطيلها من قبل أدوية تخفيف الألم أمر جيّد. لكن تنتج ذات هذه الإنزيمات أيضاً مركباً كيميائياً آخر يحمي غشاء المعدة، ممّا يجعل المداومين على تعاطي مخففات الألم أكثر عرضة للإصابة بالقرحة. تشمل الأدوية الأكثر شيوعاً بارتباطها بالقرحة الأسبرين أو الايبوبروفين أو غيرها من العقاقير غير الستيرويدية المضادّة للالتهاب، وكذلك بعض العقاقير الأخرى التي يمكن أن تساهم في تشكيل ذات الخطر. ومن المفيد أن نذكر بأنّ بعض أنماط الحياة قد تجعل أعراض القرحة أسوأ أو قد تبطئ من عملية التعافي، رغم عدم تسببها بالقرحة بشكل مباشر، وتشمل التوتّر واستهلاك الكحول وتناول الأطعمة الحارّة والتدخين.
إذاً كيف تعلم بوجود قرحة لديك؟ عندما يعاني الناس من الأعراض (حوالي 75% من المصابين بالقرحة الهضميّة لا يعانون من الأعراض)، فإنّ الأكثر شيوعاً هو الشعور بحرقة في البطن. يحدث الأمر عادة في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل أو بين الوجبات (عندما تكون المعدة خاوية). قد يعاني المصاب بالحرقة في بعض الأحيان أيضاً من التجشؤ والحرقة والانتفاخ والغثيان والحساسيّة للأطعمة الدهنيّة. وقد تشمل الأعراض الأكثر شدّة التقيؤ والتغيّر في الشهيّة وخسارة الوزن والإغماء واضطراب التنفس. وفي نزيف القرحة، يظهر الدم إمّا أثناء القيء أو في البراز.
يمكن عند مراجعة الاختصاصي للتأكد من وجود قرحة أن يجري المرء عدّة اختبارات منها: التنظير الداخلي: وهو إجراء يتم فيه إدخال أنبوب نحيل مع كاميرا صغيرة في طرفه، عبر الحلق، من أجل تشخيص أفضل لدى رؤية الجهاز الهضمي. هناك اختبار آخر يدعى (تسلسل الجهاز الهضمي العلوي Upper gastrointestinal series): وهي يتطلّب من المريض ابتلاع محلول الباريوم بحيث يصبح النظر إلى المعدة والمريء والأمعاء أسهل عبر التصوير بالأشعة السينيّة.