كيف يفكر محاربو الانترنت؟
انتشرت ألعاب القتال على الانترنت بشكل متزايد من أجل إعداد أجيال من المحاربين الذين يشكلون ذخيرة مخفية قابلة للانفجار في الزمان والمكان المحددين، وهم يقومون بمعارك افتراضية مستمرة ولساعات طويلة في نوع من الإعداد للحروب التي يخطط لها الأمريكيون في العالم، ورغم أن لهذه الألعاب قواعدها التي تفرض على المشترك فيها إيقاعاً محدداً إلا أن هناك بعض التمييزات لمجموعات اللاعبين من أرجاء العالم، وهي تعكس طبيعة التكوين النفسي المرتبط بدرجة تطور هذا البلد أو ذاك.
قدمت الدراسات النفسية التي أجريت أثناء حرب العراق نتائج مذهلة لتأثير تلك الألعاب على المحاربين، حيث حارب الأمريكيون بقلوب باردة لأن المحاربين كانوا ما يزالون يعتقدون أنهم في الألعاب الافتراضية ولم تصل إلى مداركهم فكرة أن هذه حرب حقيقية وليست افتراضية وأن من يموت هو من لحم ودم وليس مجرد واقع رقمي، فالموسيقى المرافقة وتصوير الكاميرات من وراء الستار تقترب كثيراً من الواقع الافتراضي وخاصة مع اقتراب الرسوم الموجودة في هذه الألعاب بسبب دقتها وواقعيتها الشديدة من الحياة الحقيقية.
طرق الهجوم في المناطق المختلفة في العالم
تم دراسة هذه المسألة عبر اللعب بالألعاب الإلكترونية التكتيكية، فالأمريكي عندما يهاجم يحاول زيادة أعداد المهاجمين بغض النظر عن الخطة في معظم الأوقات ويتبع طريقة إحراق المكان.
أما السوريون فهم يشغلون الموسيقى الرديئة من أمثال (هزي بخصرك – تع بورد) ويهاجمون مع الموسيقى ومع الصراخ بكلمات بذيئة ولكن بتكتيك جيد.
أما الروس لديهم العديد من الطرق التي يلعبون بها فينتظرون أحياناً حتى يبقى ثلاثين ثانية للهجوم، وعندها ينشرون الدخان من خلال قنابل دخانية ويمشون بها ببطء أثناء الهجوم.
لكن الأكثر شيوعاً لدى الروس هو القنص العنيف، فبدلاً من أن ينتظر القناص العدو يذهب إليه، فيقنص إثنين ويرجع إلى زملائه ويكملون الهجمة بسرعة مثل العاصفة.
أما معظم الأوروبيين فيلعبون ببطء شديد، فبدلاً من الركض لقتل العدو يتمشون أو ينتظرون حتى يهاجمهم العدو أو تنتظر المجموعة وهم يقنصون وينتظرون في القاعدة بكل ملل.
فالأوروبيين عموماً يلعبون كالحلزونات البطيئة عدا السويديين الذين يلعبون مثل الأمريكان ولكن بعقل أكثر وعدوانية شديدة.
إن دراسة عقلية المقاتلين عن طريق الألعاب تظهر كيفية التفكير وتساعد المتتبعين والصانعين لهذه الألعاب على صياغة نوعية المعارك التي يخططون لها ويقومون بها على أرض الواقع.