الغابات.. «الصمام الأخضر» للعالم يؤول إلى الزوال
تحت شعار «الغابات وتغير المناخ» تحيي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» 21 آذار الجاري اليوم الدولي للغابات والأشجار 2015. يوم تسلط فيه المنظمة الضوء على الحلول القائمة والرهانات الموضوعة على عاتق الغابات لمعالجة التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال باليوم الدولي للغابات اعتبارا من عام 2013.
ويعد هذا الاحتفال العالمي بالغابات فرصة جيدة لرفع مستوى الوعي بأهمية جميع أنواع الغابات، وأهمية الأشجار بصفة عامة.
وتنبع أهمية الغابات عامة من كبر المساحة التي تغطيها على البسيطة والدور الذي تضطلع به في سلسلة الحياة وتسلسلها، فالغابات تغطي ثلث مساحة اليابسة على كوكب الأرض، ما يتيح لها الاضطلاع بوظائف حيوية في جميع أنحاء العالم. فزهاء 1.6 مليار - بمن فيهم أكثر من ألفي ثقافة أصلية- يعتمدون عليها في الحصول على معايشهم.
والغابات هي النظام الإيكولوجي الأكثر تنوعا على اليابسة، وهي موطن لأكثر من 80% من الأنواع البرية من الحيوانات والنباتات والحشرات.
أفادت دراسة أن إزالة الغابات في المنطقة المدارية بنصف الكرة الجنوبي تسهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وتهدد إنتاج الغذاء في العالم عن طريق الإخلال بأنماط تساقط الأمطار
وتوفر الغابات المأوى وفرص العمل لفئات السكان التي تعتمد عليها وتمنحها الشعور بالأمان. فالغابات تلعب دورا مركزيا بينما يواجه العالم تحديات تغير المناخ ونقص الطعام وتحسين موارد الرزق لأعداد متنامية من السكان، إذ تستوعب الغابات نحو 15% من انبعاث غازات الدفيئة في العالم وتوفر خدمات ضرورية لقطاعات الزراعة والطاقة والمياه والتعدين والنقل والتنمية الحضرية.
وتساعد الغابات على الحفاظ على خصوبة التربة، وحماية مجمعات المياه، والتقليل من مخاطر الكوارث الطبيعية كالفيضانات والانهيارات الأرضية.
وتمثل الغابات شبكة أمان مهمة لسكان الريف في زمن الإجهاد الاقتصادي والزراعي، ويعتمد حوالي 350 مليون شخص ممن يعيشون داخل الغابات الكثيفة أو بالقرب منها عليها في معيشتهم ودخلهم.
ومن هؤلاء يعتمد نحو 60 مليون شخص (لا سيما الشعوب الأصلية) اعتمادا كاملا على الغابات، وهي تقوم بدور الحارس لما تبقى من غابات طبيعية أصلية في العالم.
وتعد الغابات أيضا من السلع الاقتصادية إذ توفر فرص عمل لسكان الريف في الغالب ممن لديهم خيارات ضئيلة خلاف العمل بالزراعة.
وتسهم الصناعات الحراجية بنحو 1% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، في حين أنه أعلى كثيرا ببعض المناطق والبلدان مثل إفريقيا، وجنوب الصحراء يصل إلى 6%.
وتمثل الغابات مصدرا مهما للطاقة في كثير من البلدان، إذ يأتي نحو 65 % من مجموع إمداد الطاقة الأولى بإفريقيا من الكتلة الإحيائية الصلبة كحطب الوقود والفحم النباتي.
كل هذه الفوائد المقترنة بالغطاء الشجري، لا يكاد يخفي ما يضطلع به هذا الأخير على صعيد المعادلة المناخية المهتزة اليوم، والتي هي بأمس الحاجة لدورها الفعال، فالغابات تسهم مساهمة فعالة في التصدي لظاهرة التغير المناخي، إذ تسهم في توازن الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والرطوبة في الجو.
اتفق المشاركون في قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، في سبتمبر 2014 على التوسع في استخدام الطاقة المتجددة وتقديم مليارات الدولارات لمساعدة الدول النامية للحد من الاحتباس الحراري.
كما أنها تحمي أيضا التجمعات المائية التي توفر المياه العذبة لـ75% من المياه العذبة على مستوى العالم. ورغم تلك الفوائد الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي لا تقدر بثمن، فإننا ندمر الغابات نفسها التي نحتاجها من أجل البقاء.
فإزالة الغابات لم يزل مستمرا على الصعيد العالمي بمعدل ينذر بالخطر حيث يدمر سنويا 13 مليون هكتار من الغابات.
وتعتبر إزالة الغابات السبب في 12 إلى 20 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسهم بدورها في ظاهرة الاحترار العالمي، ويدفع بالوضع المناخي باطراد نحو زاوية الخطر.