المليارديرية والسلطة يتواطؤون ضدّ الطلاّب
ناتالي ماركيز ناتالي ماركيز

المليارديرية والسلطة يتواطؤون ضدّ الطلاّب

لقد مرت أسابيع منذ القمع الوحشي الذي قامت به الدولة البوليسية الأمريكية، والعنف اليميني، الذي أُطلق عنانه ضد بعض أبرز مخيمات التضامن مع غزة، بما في ذلك المخيمات في جامعة كاليفورنيا– لوس أنجلوس وجامعة كولومبيا. منذ ذلك الحين، كشفت التقارير المستقلة عن روابط مثيرة للقلق بين المتظاهرين اليمينيين المتطرفين والمتبرعين المليارديرات، فضلاً عن التواطؤ بين مسؤولي المدينة والشرطة الذين يمارسون القمع العنيف. إنّ ما يحدث يُبرز اتحاد اليمين المتطرف مع الصهاينة لمهاجمة الطلاب.

ترجمة: قاسيون

في جامعة كاليفورنيا، أطلق المشاغبون الصهاينة المضادون للمحتجين ضدّ الحرب عدة جولات من الهجمات ضد مخيم التضامن في غزة. أفاد منظمو الطلاب أنّ المتظاهرين المعارضين أطلقوا أكياساً من الفئران المحقونة بمادة غير معروفة، بالإضافة إلى الصراصير، داخل المخيم. كما أطلق المشاغبون المناهضون الألعاب النارية على المعسكر. قام المراسلون في Left Coast Right Watch بتجميع جدول زمني مفصل لجهود المتظاهرين المناهضين لتعذيب الطلاب.
ويبدو أن بعض الجماعات الصهيونية المناهضة للاحتجاج كانت لها علاقات بالنازيين الجدد أو قوى يمينية متطرفة أخرى. أحد الوجوه البارزة في الاحتجاجات المضادة كان ناريك بايلان، المرتبط بمجموعة «براود بويز Proud Boys»، وحركات متطرفة أخرى. يُعرف عن بايلان مشاركته صوراً نازيّة ومعادية للسامية عبر الإنترنت، ومع ذلك فقد شوهد خارج مخيم التضامن في غزة، وهو يحتج ضدّهم ويمارس الشغب ضدّهم بالنيابة عن الصهاينة.

حشد من الغوغاء يهاجمون الطلاب ولا يواجهون أي تداعيات

وقد داهمت الشرطة مخيم التضامن التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في الأول من أيار، حيث تعاملت الشرطة بوحشية مع الطلاب بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل اليدوية. وتم اعتقال 132 متظاهراً مؤيداً لفلسطين.
ومع ذلك، في الليلة السابقة، أطلق المشاغبون الصهاينة المضادون لاحتجاجات وقف الحرب في غزة، العنان لهجومهم العنيف ضد المعسكر، والأمر مستمرّ حتى الآن، والذي بدا أنه تم التخطيط له مسبقاً. في وقت سابق من يوم 30 نيسان، تم تصوير المشاغب المضاد «نوري مهدي زاده» وهو يُظهر للطلاب رسالة تهديد ساخرة على هاتفه تقول «استمتعوا بما سيحدث الليلة».
الأمر الآخر أنّ المشاغبين الصهاينة يشرعون في تعذيب الطلاب باستخدام آلات تصدر أصواتاً عالية مستمرة، بما في ذلك صفارات الإنذار للغارات الجوية، واستخدام الألقاب العنصرية، وتشغيل أصوات طفل ينتحب. وقد تصاعد الهجوم إلى حدّ أن المشاغبين المضادين أطلقوا عدداً كبيراً من الألعاب النارية مباشرة على المعسكر. استغرق وصول الشرطة ساعات، وعندما وصلت، لم يتم القبض على أي مشاغب مضاد.

المانحون فاحشو الثراء يموّلون الاحتجاجات المضادة

بالنسبة للمسيرة الصهيونيّة المضادّة يوم الأحد 28 نيسان، يبدو أن مطوراً عقارياً يُدعى ناثان موغافيم بدأ حملة GoFundMe للمظاهرة، والتي تمكنت من جمع ما لا يقل عن 97000 دولار أمريكي. ومن بين المتبرعين، جيسيكا ساينفيلد، زوجة الممثل الكوميدي الصهيوني الشهير جيري ساينفيلد، الذي دعم جهراً الجيش «الإسرائيلي» والإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها «إسرائيل» بحقّ الفلسطينيين، حيث تبرعت بمبلغ 5000 دولار أمريكي . قام منظم GoFundMe لاحقاً بالحصول على تبرعات مجهولة المصدر أيضاً.
كما تبرّع بيل أكمان، الملياردير الممول لصناديق التحوط، بمبلغ 10.000 دولار أمريكي إلى GoFundMe لعرض لقطات مسيئة لحماس تنظمها حملة Hamas Go Pro على الجانب الآخر من مخيم التضامن مع غزة في جامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة. كما تبرع بمبلغ 10 آلاف دولار للأخوية في جامعة نورث كارولينا– تشابل هيل، بعد أن قاموا بإنزال العلم الفلسطيني الذي رفعه المعتصمون.
كتب أكمان على منصّة X في أوائل شهر أيار، «لقد رأيت عدداً من المنشورات على منصّة X تدّعي أنني قمت بتمويل احتجاجات مضادة في حرم جامعة كاليفورنيا أو غير ذلك. هذا غير صحيح تماماً. أنا لا أقوم بتمويل الاحتجاجات. لقد قمت بدعم شباب أخوية UNC والمجموعة التي قامت بإعداد عروض فيديو كبيرة ولقطات لحملة Hamas Go Pro في الحرم الجامعي. لقد دعمت الأولاد لأن وطنيتهم ​​في حماية علمنا قد ألهمتني. لقد دعمت عرض لقطات Hamas Go Pro حتى يكون لدى الطلاب المتظاهرين الذين يدعمون حماس فهم أفضل للإرهابيين الذين يهتفون لهم. لم أقم أبداً بتمويل أي احتجاج ولا أدعم أعمال العنف التي يرتكبها المتظاهرون على أي جانب من أي قضية».
أكمان معروف أيضاً لدى منظمي الطلاب المؤيدين لفلسطين في جامعة هارفارد بجهوده التي يعود تاريخها إلى أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي. في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اجتمعت المنظمات الطلابية في جامعة هارفارد لكتابة بيان بشأن هجوم المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، جاء فيه أن «نظام الفصل العنصري هو المسؤول الوحيد».
وجاء في الرسالة: «من الاستيلاء الممنهج على الأراضي إلى الغارات الجوية الروتينية، والاعتقالات التعسفية إلى نقاط التفتيش العسكرية، والفصل الأسري القسري إلى عمليات القتل المستهدف، أُجبر الفلسطينيون على العيش في حالة موت، بطيء ومفاجئ… اليوم، تدخل المحنة الفلسطينية إلى منطقة مجهولة. والأيام المقبلة ستتطلب موقفاً حازما ضد الانتقام الاستعماري».
حشد أكمان بسرعة للرد. كتب في تغريدة بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول: «لقد طلبتُ من عدد من الرؤساء التنفيذيين إجابتي عما إذا كانت جامعة هارفارد ستصدر قائمة بأسماء أعضاء كل شخص من منظمات هارفارد الذين أصدروا الرسالة التي تحمّل المسؤولية الوحيدة عن أعمال حماس الشنيعة «لإسرائيل»، وذلك لضمان عدم حدوث أي من هذه الأعمال… نحن نقوم عن غير قصد بالسماح بتعيين هؤلاء الأعضاء».

أثرياء وسلطات نيويورك يتواطؤون ضدّ الطلاب

في مدينة نيويورك، تسبب العمدة إريك آدامز في فضيحة أخرى بعد أن تم الكشف عن أن المديرين التنفيذيين لصناديق التحوط، ومطوري العقارات، وغيرهم من المليارديرات حثّوا عمدة المدينة بشكل خاص على استخدام الشرطة لقمع مخيم التضامن مع غزة في جامعة كولومبيا. وفي مجموعة خاصة منفصلة على تطبيق واتساب، تبادل هؤلاء الممولون الأفكار حول أفضل السبل لإقناع آدامز ببدء حملة القمع الوحشية، بما في ذلك التبرعات السياسية، وكيفية التأكّد من نجاح الضغط بشكل أفضل على رئيسة جامعة كولومبيا ومجلس أمنائها.
الأمر الأكثر إثارة للقلق من ثأر الممول ضد الطلاب هو أنه بعد أيام قليلة فقط من اتفاق هؤلاء الأثرياء، أطلق آدامز بالفعل العنان للشرطة على المتظاهرين في حرم جامعة كولومبيا. في ليلة 30 نيسان، داهمت شرطة نيويورك بعنف طلاب جامعة كولومبيا المؤيدين لفلسطين الذي كانوا قد نظموا احتجاجات في حرمهم الجامعي، بما في ذلك احتلال القاعدة التي أعادوا تسميتها من «هاملتون» إلى «هند» تيمناً بأحد ضحاياً العدوان. سرعان ما أصبحت مداهمة الشرطة هذه عنيفة، حيث أطلق أحد الضباط النار من مسدسه داخل قاعة هند، وأصيب الطلاب بجروح بما في ذلك كسور في العظام، وارتجاجات، والتواء في الكاحل، وإصابة في الرسغين والأيدي، وتمزّق الأربطة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1176