تحديات الأمن القومي المصري أسقطت الإخوان!
مراد جاد الله مراد جاد الله

تحديات الأمن القومي المصري أسقطت الإخوان!

أخطأ الإخوان كثيراً في إدارتهم للمرحلة الانتقالية المصرية ، لكن مادفع الجيش المصري للتدخل إضافة إلى فكرة انحيازه لمصلحة الجماهير، هي أخطاء الإخوان الجسيمة بمايخص قضايا الأمن القومي المصري.

العنف والطائفية
القضية الأولى هي إنزلاق الإخوان مرات عدة في مشاكل العنف ولاسيما الطائفية منها، حيث لم يستطع  الإخوان التخلص من رؤيتهم الطائفية للداخل المصري بحكم بنيتهم، كما أنهم لم ينبذوا العنف كوسيلة في التغيير أو التعبير السياسي، فانزلقوا أكثر من مرة ومن على منابرهم الإعلامية والميدانية بعبارات طائفية تهدد بنية المجتمع المصري بالتفتت.
يضاف إلى ذلك القضية التي مازالت قيد التحقيق وهي المتعلقة برعاية ودفع التنظيمات المسلحة في سيناء، حيث لم تهدأ الاعتداءات على الجيش المصري طيلة فترة حكم الإخوان، مادفع الجيش مؤخراً بعد إسقاط مرسي للإعلان عن عمليات كبرى فيها، متجاوزاً وكخطوة قد تكون استراتيجية، اتفاقية كامب ماديفيد، مادفع تل أبيب مؤخراً لنصب بطارية صواريخ تابعة لمنظومة القبة الحديدية بالقرب من مدينة إيلات على ساحل البحر الأحمر.
بين سورية وإثيوبيا
وفي سياق مشابه أيضاً جاء موقف الإخوان من الأحداث في سورية  تهديداً جدياً للأمن القومي، حيث انبرى الإخوان لدعوات الجهاد في سورية غير آبهين بمقدار التطرف والفكر التكفيري التي تحمله هذه الدعوات، وما قد تجره على مصر فيما لو عاد أولئك التكفيريون إليها، ناهيك عن أن دور مصر الإقليمي لا ينسجم مع قيام الإخوان بزيادة إشعال النار على الأراضي السورية، وهو مادفع وزير الخارجية المصرية الجديد نبيل فهمي للحديث:«أن الحل السياسي هو الحل الأفضل والوحيد الذي يحافظ على السيادة السورية والكيان السوري، حتى وإن كانت المؤشرات ليست إيجابية».
أخطأ الإخوان أيضاً في التراخي مع قضية مياه النيل ومشروع إثيوبيا ببناء سد النهضة الذي يخفض حصة مصر من المياه، مايهدد بإفقار مصر القائمة منذ آلاف السنين على خيرات هذا النهر، وفي هذا السياق يرسم نبيل فهمي وزير الخارجية الجديد مواقف واضحة تجاه خطورة هذه القضية، حيث لفت الوزير إلى ضرورة التحرك المصري من أجل توفير الأمن المائي المصري، مؤكداً أن الموقف من سد النهضة لا يحتمل التأخير.
إن ما ارتكبه الإخوان من أخطاء جسيمة بحق الأمن القومي المصري كانت كفيلة بتحرك حاسم للجيش المصري –دون إغفال القضايا الأخرى طبعاً- والذي يملك حساسية عالية تجاه الأخطار المهددة للأمن القومي، وسيرسم هذا التحرك الدور الإقليمي الجديد لمصر والمخالف للدور السابق الذي رسمه الإخوان بكل تأكيد.