من الأرشيف العمالي: حرمان وأرباح طائلة

من الأرشيف العمالي: حرمان وأرباح طائلة

 عقد اتحاد نقابات العمال بدمشق مؤتمره في يومي 23 و 24 من تشرين الأول تحت شعارات وطنية ومطلبية هامة.

وبعد الاستماع إلى التقارير المطروحة، طُرحت 38 مداخلة تناولت الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقوانين والتشريعات .. وقد ألقى الرفيق ابراهيم بكري كلمة النقابيين الشيوعيين، وجاء فيها:

إن تآمر الاستعمار واسرائيل والرجعية العربية لا يقف عند حدود فرض الاستسلام على بلادنا، بل يرمي أيضاً إلى نسف جميع المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية بفضل نضال طبقتنا العاملة وجميع القوى الوطنية.

إن التآمر يرمي إلى نسف القطاع العام وتحويله كلياً إلى مصدر لزيادة الأرباح ونهب الرأسمال الأجنبي والرأسمالية الطفيلية، وبالتالي تشديد استثمار الطبقة العاملة وسلبها حقوقها ولقمتها، تماماً كما حصل في مصر.

إن الطبقة العاملة تفهم الظروف السياسية ونفقات الدفاع والحرب التي تُفرض عليها، ولكن لا تستطيع أن تفهم أن يُفرض عليها الغلاء وقلة الأجور، أي التقشف، بينما فئات واسعة من الرأسمالية الطفيلية يتزايد عددها وتزداد رساميلها وتنمو أرباحها من الرشوات والسرقات والعمولات والتهريب، وهي تُسرق من أفواه أطفال العمال وعائلاتهم، وتتحول إلى بنايات شامخة وفيلات ضخمة وفرش من إيطاليا أو فرنسا، وكذلك إلى محلات تجارية واسعة ومتكاثرة.

إن الرأسمالية الطفيلية تسرق قسماً كبيراً من جهود عمالنا وفلاحينا وتصرفه هدراً وتبذيراً، وتُلحق بالاقتصاد والإنتاج الوطني أضراراً فادحة .. هكذا حرمان من جانب، وأرباح طائلة من جانب آخر.

إن عمالنا يعقدون آمالاً على المؤتمر العشرين للاتحاد العام لنقابات العمال، ويأملون أن تكون توجهاته ومقرارته صدى لمطالبهم ومطامحهم في سبيل محاربة الغلاء وحماية القطاع العام وتحسين الأجور وتعبئة الطبقة العاملة وتدعيم تنظيمها النقابي، وفي سبيل تنظيم الصفوف وتدعيمها لمقاومة كل عدوان على بلادنا.

وإن دماء شهدائنا لن تذهب هدراً، وطبقتنا العاملة لن تنسى أبناءها وإخوتها الشهداء، وهي ستتابع الكفاح من أجل انتصار القضية التي ضحوا من أجلها.

قاسيون

العدد 76 تشرين الأول 198