ستالين زعيمٌ للهنود الحمر
من المواكب الجماهيرية الفريدة التي كانت تخترق شوارع مدينة نيويورك بمناسبة الأول من أيار منتصف الثلاثينات بعد أزمة الكساد العظيم، تلك المواكب التي حمل المشاركون فيها لافتات كتب عليها: «يا عمال العالم اتحدوا»، «في سبيل أمريكا سوفييتية»، إلى ستالين زعيم الهنود الحمر والألقاب الشيوعية للمدن الأمريكية.
يخبرنا التاريخ الاجتماعي والسياسي للولايات المتحدة الأمريكية عن محطات فريدة في النصف الأول من القرن العشرين. تلك المحطات التي تعرضت للتشويه والتجاهل لعقود طويلة منذ السياسة المكارثية.
في تلك الفترة كانت مدينة نيويورك «عاصمة الشيوعيين الأمريكيين»، وعرفت ولاية كاليفورنيا باسم «كاليفورنيا الحمراء» حسب مؤلفات البروفيسور موريس آيسرمان أستاذ التاريخ في جامعة هاميلتون. ويعتبر آيسرمان واحداً من المؤرخين الحاليين الذين اعتمدوا ثنائية «الصعود والهبوط» لكتابة تاريخ الشيوعيين في الولايات المتحدة الأمريكية، من محطة الصعود التي بدأت بعد الثورة الروسية الأولى 1905 إلى محطة الهبوط التي بدأت بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي 1956.
أما عن ستالين الذي أصبح زعيماً للهنود الحمر في أمريكا، فتلك قصة أخرى. إذ دحرت القوات السوفييتية على تخوم مدينة موسكو عام 1941 قوات هتلر ومحور الفاشية النازية، وبدّدت أسطورة ألمانيا التي لا تقهر، ليعلن الهنود الحمر ستالين زعيماً فخرياً لهم بعد تلك المعركة.
وفي عام 1941، تم إرفاق اللقب بقلنسوة الريش التقليدية التي تحدد صفة القائد العسكري وتمنحه قوة روحية وتحصنه. وقال مصدر في متحف تاريخ روسيا الحديث، إن الزعيم السوفييتي قد نال هذا اللقب، من اتحاد الهنود الحمر في أمريكا، الذي يضم 27 قبيلة من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبلدان أمريكا الوسطى.
كتب إدوارد كارتر رئيس الجمعية الأمريكية للمساعدة العسكرية لروسيا في الحرب العالمة الثانية برسالة إلى السفير السوفييتي في واشنطن: تم عرض الكثير من القادة على زعماء القبائل، ولكن في المحصلة تم اختيار يوسف ستالين قائداً متميزاً لهم عام 1941. لم يتسنّ تسليم غطاء الرأس المريش لستالين شخصياً، لأن الحرب العالمية الثانية كانت في عامها الثاني تلك السنة، ولذلك تم تسليمه لإدوارد كارتر، وفي ديسمبر 1944 أرسلت هذه الهدية الرمزية إلى أحد المتاحف السوفييتية حسب «نوفوستي».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 938