المقهورون وكرة المونديال
يقول محمود عدوي في «إحدى عشرة قدماً سوداء، عندما يلعب المضطهدون كرة القدم: نحن في إفريقيا طوال الوقت نتحدث عن كرة القدم، لأننا لا نستطيع أن نتحدث في السياسة. نحن نختار الفرق التي نشجعها إلى أن نموت، لأننا لا نستطيع أن نختار رؤساءنا. نحن ننتقد بكل قسوة وأحيانا بكل وقاحة حكام المباريات، لأنهم لا يملكون القدرة على أن يسجنوننا. ولهذا.. نحن نعشق كرة القدم، لأنها تجعلنا نعيش.
هذا بالنسبة لإفريقيا، وكذلك بالنسبة إلى مقهوري القارات الأخرى، فكرة القدم بالنسبة إليهم عالم افتراضي من الانتماءات الوهمية بما يشبه الكرة الإفريقية في «إحدى عشرة قدماً سوداء». أما الفرق المقهورة كروياً فهذا شيء آخر تماماً، حين تهيمن بعض البلدان على رياضة كرة القدم عبر المال والاحتراف والفردانية في لعبة جماعية، وينهب بلد ما عشرات البلدان الأخرى ويمتلك بالتالي إمكانية شراء اللاعبين والمدربين ومن ثم ينتصر على فريق آخر لا يملك هذه الإمكانية، ويسمون ذلك انتصاراً وبطولة عادلة، وهذا مثل المقارنة بين الفيل والقط.
حولت الشركات الكبرى كرة القدم من متعة إلى سلعة وبزنس لجمع الأرباح وتفريغ الشحنات عند الملايين. كتبت إحدى البوستات الفيسبوكية: «تخيلوا أنو مشجعين فريق عالمي يتحولوا لمطالبين بتطبيق برنامج لحل مشكلات بلد على المستويات كافة، هاد الفرق بين التجمع العضوي والتجمع غير العضوي».
تجمع متعة كرة القدم ملايين المقهورين حول العالم، بل وتحول مشجعو الفرق الكروية إلى تشكيل تنظيمات، مثل: روابط المشجعين ونوادي المشاغبين. وخلف الأضواء يقف ديناصورات كرة القدم الماليين الذين يبيعون التسلية والترفيه.
أما السؤال الحاضر في أذهاننا: متى يستعيد المقهورون كرتهم ومتعتهم بعيداً عن الشركات والانتماءات الوهمية؟