لحية كاسترو وكوفية المقاومة
الكثير من الأمريكيين لا يعرفون أين تقع كوريا الشمالية بالضبط، وعرض استطلاع رأي مصور قبل فترة يقول أحد الأمريكيين: إن كوريا الشمالية تقع في الشرق الأوسط! رغم ذلك نصبت شاشات عرض كبرى في مدن الولايات المتحدة للمارة الذين سيشاهدون بالصدفة «الخطر الكوري الشمالي» على حياتهم، شاركت كل الصحف والإذاعات والفضائيات الأمريكية في بث مواد تهدف إلى توجيه الرأي العام الأمريكي ضد كوريا الشمالية.
ماذا كان يفعل الإعلام العربي بالتزامن مع ذلك؟ عرضت قناة DUBAI ONE الفضائية قبل أيام فيلم RED DAWN، من إخراج دان برادلي 2012 الذي يحكي عن قيام جيش كوريا الشمالية بإنزال عسكري واحتلال كامل الولايات المتحدة الأمريكية في بضعة أيام! ولكن بمساعدة القوات الخاصة الروسية.
إذا قمنا بتصنيف هذا الفيلم، فهو ينتمي إلى المجموعة الكبيرة من الأفلام السينمائية ذات الهدف السياسي المحدد: الحديث عن الشرق المتوحش، والتهديد القادم من هناك. أما وظيفته الآنية: فهي إقناع العالم العربي أن أمريكا ما تزال شرطي العالم الذي يعاقب الجميع، إضافة إلى استخدام الفيلم في تشويه صورة روسيا أمام العالم العربي. بالتزامن مع سخونة الأزمة الكورية والضجة حول جزيرة غوام وإطلاق الصاروخ الكوري الشمالي الأخير، وعدم قدرة الولايات المتحدة على ممارسة دور الشرطي في بقع متعددة من العالم.
بعد الإنزال الكوري الشمالي المفترض، بدأت مشاهد ما يسمى بالمقاومة الشعبية الأمريكية ضد الغزو الكوري الشمالي – الروسي، وظهر ما يسمى «الجيش الأمريكي الحر». وهنا بالضبط أهينت المقاومة الفلسطينية والمقاومات الشعبية الأخرى في الشرق، عبر استخدام الكوفية الفلسطينية في المقاومة الأمريكية المفترضة.
حرب الرموز والإشارات لا تهدأ، منذ أن قررت الولايات المتحدة النيل من لحية فيديل كاسترو، عبر استبدالها بلحية بن لادن وأشباهه، جاء الآن دور النيل من الكوفية الفلسطينية والكوفيات الأخرى.
انقلبت الأمور في هذا الفيلم، تحت اسم السينما الخيالية، جرى القفز فوق ضحايا الحرب الكورية، وجرائم الولايات المتحدة في تلك البقعة من العالم، ثم قالوا لنا: احذروا من كوريا الإمبريالية، وأن أمريكا أصبحت شيوعية ومنظمة لحركة التحرر الوطني في العالم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 826