ميسلون في التراث

ميسلون في التراث

في ميسلون استشهد الباسلون قبل 97 عاماً، فأصبحت معركة ميسلون التي قادها وزير الحربية يوسف العظمة فعلاً نوعياً ارتبط بنشوء الوعي الوطني السوري وعبرت عن هذا الوعي حتى اليوم. أسست ميسلون لجيش وطني في سورية، كما أسست لمشاركة الشعب في المقاومة، وثبت دور المرأة فيها من خلال نازك العابد.

كمحطة تاريخية بهذه الأهمية، ما تزال الأعمال الأدبية والسينمائية قاصرة عن ملامسة درجة أهميتها، وحتى الأعمال التاريخية لم تعطها قيمتها الحقيقية، ما سبب ذلك يا ترى؟
يقول القائمون على أعمال السينما: إن يوسف العظمة ومعركة ميسلون ليس لهما أية قيمة تسويقية! بينما تسعى بعض الشركات الكبرى إلى جعله سلعة تسويقية أثناء الترويج لخدماتها، أما المؤرخون القادمون من المؤسسات الرسمية فيتصفون بالسقف المعرفي الضحل كضحالة مستوى أعمالهم.
في المقابل ظهرت بعض الأعمال الأدبية والموسيقية القليلة التي تتناول معركة ميسلون وقائدها يوسف العظمة، مثل قصيدة «ميسلون» التي كتبها الشاعر اللبناني قبلان مكرزل في ثلاثينات القرن الماضي:
هنا ميسلون فعوجوا نحيي/ جميعاً ثرى ميسلون.
هنا استبسل العرب ضد الغزاة/ هنا استشهد الباسلون.
فكان لجيش الغزاة انتصار/ ونير علينا جديد.
وكان على الشعب إما الخنوع/ وإما النضال العنيد.
نهضنا بأعلام من سكنوك/ غداة دعتنا البلاد.
نهضنا شباباً هواه عُلاها/ ورائده الاتحاد.
في عام 1953 سجلت السيدة فيروز نشيد «ميسلون»، كلمات الأخوين فليفل، وألحان الأخوين الرحباني، من كلمات النشيد:
وعند الحدود وفي ميسلون.
لنا ذكريات.
بطولات جيش تحدى المنون.
ليبني الحياة، الحياة.
وأحيا على الأرض عبر القرون.
شعار المشاة.
رفاقي إن ما دعانا النفير.
تكونوا الجواب.
وإن ما دعى الصوت كي ما نغير.
فشبوا الحراب، الحراب.
وهبوا لنسقي التراب الأثير
دماء الشباب.
في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، استطاعت قوى وطينة منع هدم منزل يوسف العظمة في حي المهاجرين، مطالبين بتحويل المنزل الذي ولد فيه في حي الشاغور إلى متحف وطني، وكانت جريدة «قاسيون» توثق هذا العمل.
من سيرفع لواء الدفاع عن يوسف العظمة، وميسلون في الأدب والسينما والموسيقا؟ هم من رفعوا لواء الدفاع عنه في السياسة، هم أصحاب مشروع ثقافي وطني سوري باتت البلاد بحاجه إليه اليوم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
820