كيف تجعل من الذبابة فيلاً؟

تتضمن معظم النشرات الإخبارية للقناة، ذلك الخطاب الإعلامي المهزوم سياسياً الذي يعتبر «الائتلاف» و«الهيئة العليا للمفاوضات» الممثل الشرعي الوحيد المُنَزّلْ، تارة للمعارضة، وتارة أخرى للشعب السوري كله! بينما في الواقع ما هو إلا معرقل شرعي وحيد يرتبط اسمه بمحاولات إفشال جولات الحل السياسي المختلفة، ولا يستطيع ممارسة دور الديناصور المفترض «الحزب القائد الجديد».

على سبيل المثال: وردت في إحدى نشرات الأخبار أسماء ممثلي المعارضة الذين سيحضرون اجتماعات جنيف القادمة، جرى إخراج الصور التي تعرض على الفيديو وول، باستخدام تقنيات وتأثيرات بصرية غير مباشرة من مثل وضع علم الانتداب كعلم جامع للمعارضة، وكخلفية للصورة، التي ظهر عليها عشرة أسماء من عندهم، بينما ظهرت أسماء ممثلي باقي منصات المعارضة على أنهم ملحقون بمنصة الرياض وتحت راية علمهم! هذه النشرة فرضت طرفاً كقائد لكل الأطراف الأخرى دون أن يكون كذلك في الواقع. 

تقارير إخبارية أخرى، تتحدث عن الدور الروسي في الأزمة السورية، بشكل مشوّه، ملصقين به مواقف وبيانات لا وجود لها أصلاً، وبعد أن شنوا حملةً إعلاميةً متواصلةً على هذا الدور في السنوات السابقة، أصبحوا فجأةً يتحدثون بإيجابية عنه على لسان القائمين على القناة، ولكن مع وجود رسائل إعلامية ضمنية يحاول فيها هؤلاء «العمالقة الأكاديميون» في «الحدث» إقناعنا بالأفكار السابقة، وهذا يذكرني بما كتبه نائب رئيس الاستخبارات الخارجية السوفييتية،  في القرن العشرين الفريق نيكولاي ليونوف في مذكراته عن منهجية عمل وسائل الإعلام الأمريكية في تغطية الأحداث العالمية قائلاً: «يمكن للإعلام أن يجعل من الذبابة فيلاً».