مسرحية «النافذة» انقياد في العجز وفي الأمل
بعدما عرض مسرحية «النافذة» في العام الماضي على خشبة استوديو شريف شاكر في المعهد العالي للفنون المسرحية تعرض هذا العام على مسرح القباني وهي من تأليف: إرينيوش اريدينسكي وأداء: جفرا يونس ومازن الجبة وسينوغرافيا: ولاء طرقجي وتصميم وتنفيذ إضاءة: أوس رستم، تصميم الأفيش والبروشور: عمران العطار ودراماتورجيا: وسيم الشرقي و إخراج: مجد فضة وقد أبدع فريق العمل الذي قدم عرضاً متميزاً على صعيد استخدام أدوات الجسد والصوت المسرحي.
يقول الكاتب:
«أنا مثل الآخرين، معظم البشر مثلي، غالبية المجتمع الذي نعيش فيه هكذا! حيث يعمل الناس فيه، يحبون، ويمارسون الجنس، يلهون ويمرحون، أما أولئك الذين على شاكلتك فيريدون أن يعيقوا الآخرين في تحقيق ما يرغبون! أنتم الذين تريدون أن تثبتوا للعالم أن لا شيء له قيمة» النافذة- إرينيوش أريدينسكي
وقد عرف عن الكاتب البولندي ميوله التشاؤمية، حيث عكس العمل تعلق إنسان الحرب بأمل غير واضح المعالم في ظل يأس عام يحيط بالبلاد.
حيث يحاصر الزوجان نوع من الوحدة وفقدان الارتباط بالعالم الخارجي في نوع من الرفض لما يجري خارج جدران المنزل، والتي يجري التعامل معها وكأنها جزيرة وسط هذا العالم لكن هذه الجزيرة تتحول إلى طوف تتقاذفه الأمواج حالما يظهر بصيص نور خارجي، ويصبح النور الخارجي هو كل ما يمكن الوثوق به، في نوع من انعدام الدور وكأن الشخصيات منقادة الحالتين كليهما، في حالة العجز وحالة الأمل.
إن نظرة التشاؤم تلك تضع الإنسان في وضع العجز الكامل، إنها نوع من فقدان الثقة بالإنسان، وتعزيز فقدان الثقة هذا من خلال التعلق بالأمل غير الواقعي، إن واقعية الآمال جزء من المعرفة.
إن فقدان نصوص مناسبة للحرب في سورية تضع المسرحيين أمام خيار الاستفادة مما كُتب عن أوضاع مماثلة عالمياً، لكن خيار النص الذي يلامس وجع الناس يبقى دوماً أقوى.