أيها المارون بين الكلمات العابرة
بن علي قالها «فهمتكم.. فهمتكم.. »، ومبارك قال: «لم أكن أطمح لولاية رئاسية جديدة»، والعكيد أبو شهاب المتواري عن الأنظار والهارب من وجه العدالة «من أنتم؟؟» وعلي صالح الذي جاءته قذيفة من حيث لا يدري «وهو يمضغ القات» ظل يحلم بصناديقالاقتراع المفصلة على مقاسه وهو يقول:
«فاتكم الغطار.. فاتكم الغطار..»، وملك البحرين ظل يحلم بإيران حتى اجتاحته السعودية والباقي يلحمس على لحيته، وكرة الثلج التي مازالت تتدحرج وقد لا توفر حتى جزر القمر أمامها، ونحن مازلنا في دائرة البحث عن عددالمتظاهرين المرتبطين بالخارج، وكم عدد من هم مرتبطون بالداخل، وهل الشعارات عشوائية أم نظامية؟ وهل الحراك الشعبي نظيف ومكوي أم لا؟ ومن هو الذي يقوم بتسمية أيام الجمعة؟.
علماً لو كان بمقدور زعماء الزنكات والأزقة إلغاء هذا اليوم من الأسبوع لما ترددوا لحظة، ولن أقف عند أولئك الذين ما إن بدأت رائحة الثورة تلفح في البلاد حتى بدؤوا بركب أمواج الاحتجاجات وبدو بدعواتهم اليومية من أجل الإصلاح والتغيير والثورة والديمقراطيةوالعدالة وهم أنفسهم الذين كانت وظيفتهم الـ«فيس بوكية» قبل الأحداث البحث عن الأصدقاء للمواعدة و«اللعي الفاضي» والكثير من هؤلاء كان شعارهم«أيها الذين آمنوا حلوا عن ربي » وهروبهم إلى فضاء الشبكة العنكبوتية.
إن نشاطهم الـ«فيس بوكي» كان الفسحة التي أرادوها للعيش بعيداً عنا نحن أبناء الشوارع السورية«الواقعية». وعندما كان أبناء سورية يكدحون صباح مساء لتأمين لقمة أطفالهم كان أبطال الـ«فيس بوك» السلبيون يرفعون الأيدي إلى السماء يبتهلون إلى الله أنيسهل لهم أمر الشبكة «اللهم يسر لنا شبكتنا وأحفظ لنا نيتنا واحمِ صفحتنا وبروفايلنا من كيد الأعداء.
اللهم لا تفضح أمرنا وأسرارنا حتى لأولادنا وأزواجنا» ثم بعد أمواج تسونامي الحراك الشعبي أضيف إلى دعائهم جملة «وشركائنا في الوطن». أو الذين أصبحوا يعرفون أنفسهم على أنهم عماد الثورة السورية الـ«فيس بوكية» في الخارج فهؤلاء لم يكونوا في أحسنحال من الـ«فيس بوكيي» الداخل.
فكيف لمثل هذا العالم الافتراضي الوهمي أن يحتكر الحقيقة لنفسه، وأصحاب المصلحة الحقيقية نراهم تقريباً كل يوم وهم يسطرون كتب التاريخ بدمائهم الطاهرة الزكية، ويخرجون إلى التظاهر وأمهاتهم لا يعلمن إذا كان لهم في الغد عودة الأحياء المنتصرين أم شهداء يذكرالتاريخ أسماءهم، أيها المارون بين الكلمات العابرة، احملوا أشياءكم وانصرفوا؟.