د. عروب المصري د. عروب المصري

بين السيرقوني والسكليما بين رقمين

هل نكتئب أم نسعد؟

نضحك أم نبكي؟

نتفاءل أم نتشاءم؟

نعيش اللحظة أم نفكر بالماضي والمستقبل؟

كلها أسئلة تراودنا كل يوم وتجعلنا نشعر بالذنب في الحالتين،  أللحقيقة وجه واحد أم أكثر؟

إن سهرت مع الأهل أو الأصدقاء سهرة رأس السنة فأنت في داخلك تحاول زرع سعادة على أمل خير مرتقب للسنة الجديدة، ويقض مضجعك ألمٌ  يحاول أن يتضامن أو يتجاهل من سهر في زنزانة، أو في مخيم لاجئين دون تدفئة، أو واقفاً على حاجز يلفه الصقيع، أو من أصابته طلقة لحظة دقت الساعة الثانية عشرة، لم تكن طلقة احتفال بقدوم عام جديد، بل طلقة تذكرنا بأن آلام العام الماضي لم تنته بعد.

ترى هل تفكر الطلقات وهي تنطلق من فوهة بندقية بمن هو وراءها أو بمن هو أمامها، هي طريقة للتفاهم في نهاية الأمر، رسالة موجهة من المواطن ألف إلى المواطن باء، من القبيلة ألف إلى القبيلة باء، من الطبقة ألف إلى الطبقة باء، من الخلية العصبية ألف إلى الخلية العصبية باء، لكن للرسائل طرقاً متعددة لا تمر حتماً عبر رصاصة أو قذيفة أو صاروخ، ربما تمر عبر إيماءة، عبر كلمة، عبر كتاب، عبر صورة، عبر حوار بالتأكيد، لأن المرسل والمستقبل والرسالة كلها سوية عناصر متكاملة في تواصل نحتاجه وإلغاء المستقبل برصاصة، يلغي الرسالة والمرسل أيضاً.

لا تشعر بالذنب وأنت تضحك، لأنك حتماً بحاجة إلى أمل جديد، وبضحكتك يمكننا أن نستعيد توازننا ونفكر بطريقة أكثر إنسانية عن مخرج من لحظة كانت سوداء وستتحول إلى الرمادي في طريقها إلى نور، في أحلك الظروف تجد كل الكائنات مهربها من التوتر الشديد في مزيد من التزاوج حفاظاً على النوع، وربما شهدنا كسوريين زيادة سكانية غير متوقعة بعد هذه الأزمة، انظر من النافذة إلى الأفق فهو ليس ببعيد كما قد تراه.