شئت أم لم تشأ.. أنت في قلب الحدث
سألنا ضيوفنا، السؤال الذي يمكن أن يطرحه اليوم، مطلق سوري على نفسه، قبل الآخرين:
• أين أنت مما يحدث في البلد؟
فخرجنا بالإجابات التالية:
طيب تيزيني
بقيت .. بيّنت.. وحذّرت
على الرغم من محاولة تغييبي عن الرؤية والسمع ، منذ فترة بعيدة. فقد كنت موجوداً وبيّنت في كتبي، وحذّرت في محاضراتي وفي أحاديثي ولقاءاتي. أن بلدنا تسير نحو الهاوية. وإذا ما استمرت الحال على ما هي عليه، سيصل النظام والبلد إلى أحد أمرين: إمّا الانفجار غير معروف النتائج (لكنها ـ أي النتائج ـ بالتأكيد كارثية). وإمّا إلى الدولة الأمنية، حيث إطلاق يد الأمن في كل شيء!
كوليت خوري
أستطيع القول: إن الوطن يحتاجنا جميعاً
أنا موجودة، ومزروعة في قلب الوطن وقلوب أبنائه، منذ البعيد البعيد.. مروراً بجدي (فارس الخوري) نائباً ووزيراً، ووالدي سهيل خوري، مثقفاً وطنياً.. وصولاً إلى كوليت خوري، أديبة ومستشارة رئاسة الجمهورية السورية للشؤون الثقافية حالياً.
أنا ومَنْ مثلي، لا تؤاخذني، كالمعادن الثمينة. كلما تعتقّنا كلما جُدْنا. صحيح أنّي في سدّة المستشارية الرئاسية. لكن ذلك لا يعني أنّني ـ ضمنيّاً وداخلياً ـ، لست معارضة حتى العظم!
لا تقل لي، ماذا فعلتِ من خلال منصبك من أجل الثقافة والمثقفين؟ فالوطن والرئيس يا حسني ، هما الآن المحتاجان لمساعدتنا جميعاً، بخاصة منّا المثقفين. أليس كذلك؟
فوّاز خيّو
أنا مقهور.. إذن أنا موجود
أنا موجود يا صديقي، ودليل ذلك ، أنني أحسّ بقهري، (لكن أنتم «مطسّسون» لا ترونني: مثلي مثل كل مواطن «صالح» مسدود بوزه ومقبور بزريبته!.
بعد آخر لقاء سمحت لي الجهات الوصائية بإجرائه ، قالت لي: «شوف ولاك»، أنت ليس من حقك أن تكون ـ منذ عشرين سنة ـ رئيس قسم بجريدة الثورة أو رئيس تحرير أو مدير عام فقط. أنت تستأهل أن تكون وزيراً للإعلام.. صحيح أن لسانك سليط ودائماً دخنتك «قاطبة» لكن على الأقل لا ترتشي ولا تسرق وتعرف إذا ما لزم الأمر، أن تقول ثلاث كلمات على بعضها من دون ما تغلط فيها خمس غلطات!
* الجهات الوصائية قالت لك ذلك؟
* لأ.. «جوزتي»!
حنا مينه
عملت ما بوسعي، وقلت بأولوية ترتيب البيت الداخلي
أنا يا بني مثلما ترى، صرت في أرذل العمر، وما زلت أكتب.
عندما كنت في مثل سنك. بل وأصغر بكثير. كنت قد زرت نصف عواصم العالم ونصف سجون سورية. ولطالما أشرت إلى الأخطاء الحاصلة ونبهّت من الأخطار المحدقة، ودعوت إلى «ترتيب البيت الداخلي أولاً..» !
ابتسام صمادي
موجودة ومصلوبة على أحاسيسي
شآمية أنا وأعتز بشامي، مثلما أنا حورانية وأعتز بحوراني. وكذلك أيضاً حمصية أنا وحموية وإدلبية و... الخ.. ألخ. ولئن كنت جنوبية بالولادة، فأنا سورية الانتماء، أعود بنسبي إلى أبي تمام وبنت الأزور .. أبي الطيب وأخت صخر.. أبي العلاء وسميّة.. إلى أبي نواس وولادة.
قد لا أشارك راهنياً في «الأنشطة الثقافية». لكن هذا لا يعني أنني لست موجودة ومصلوبة على أحاسيسي، من أصغر قطرة في دمي، إلى أصغر نقطة من حبري!.
تعقيب
حقيقةً، لَم ألتقِ أيّاً من الشخصيات الوارد ذكرها في هذا التحقيق. وما الردود المثبتة أعلاه، سوى تلك الإجابات التي قوّلتها إيّاها. بتعبير أدق الإجابات التي توقعتها من تلك الشخصيات. لِمَ الاستغراب.. يحدث أكثر من ذلك)!.