عاصم الباشا.. اكتشافٌ مستمرّ
بمناسبة تنظيم معرض للنحات السوري المغترب عاصم الباشا في صالة «تجليات» بتاريخ 15/12/2010 تحت عنوان: «دراما النحت ونحت الدراما»
• عاصم الباشا
• 1948 - ولد في بوينس آيرس، الأرجنتين.
• 1977 - تخرج من معهد سويكوف العالي للفنون التشكيلية ـ موسكو/ كلية النحت.
• يقيم ويعمل في إسبانيا منذ عام 1987.
• أعماله مقتناة من وزارة الثقافة السورية/ متحف دمر/ وضمن مجموعات خاصة.
هدوء يكمن في داخله غليان بركان. مصالحةٌ مع الوقت تخفي معركةً مع الزمن حامية الوطيس. «طراوة» المدين في مظهر جبلي قاس. نفسٌ طفولية صافية تسكن روحاً ثائرةً متوثبةً تائهة.
صفات لشخصية عاصم الباشا قد تكون مرادفاً سلوكياً ذاتياً لموضوع إبداعه الفني المتميز بالتباين والتكثيف و«بالتراجيديا» وبالإنجاز وبالحدة وبقوة التأثير إنه إبداع يتصف بفضاءاته الممتدة، بغض النظر عن الحجم الفعلي للعمل الفني المعني من طول وعرض وارتفاع، إبداع يعيش عبر اكتشافٍ مستمر لزوايا النفس ولخباياها الموغلة في العمق.
عاصم الباشا مثقف عربي حقيقي، متمكن من تراثه ومتعمق في التاريخ العربي الأندلسي بشكل ملف للنظر. هو مثقف «هسباني» حقيقي، قارئ متابع للأدب المكتوب باللغة الأسبانية. وليس غريباً بعدئذ، وبامتلاكه لناصية الموهبة الأدبية، أن يصبح أديباً معترفاً به، يكتب بلغة عربية شعرية وبانفتاح فكري على ثقافات مختلفة متعددة.
هو حال الفنان الذي يتماهى سلوكه الحياتي مع فكره الفني: إنسان مخلص لإنسانيته، يساري منتمٍ إلى بشريته، مواطن سوري عاشق لسورية عريقة التنوع، غنية الاختلافات، هائلة القدرات الكامنة. هو فنان مغترب يحن إلى الوطن، فرد يبحث عن الجماعة وذات منعزلة تصبو إلى التواصل. إنه مبدع يبث عاطفة اغترابه من خلال أعماله النحتية بشكل خاص، معبراً بقوة ومؤثراً بعمق، مستخدماً أدوات فنيةً ـ تستند إلى قاعدة أكاديمية صلبة وتنعتق منها منطلقة حرةً في آن معاً.
عاصم الباشا حقيقي في تفرده، حقيقي في ثقافته وحقيقي في إبداعه.
أليست هذه سمات لفنانٍ أصيل؟