رافقتكم المنية
«راحت السكرة وأجت الفكرة».. ولا بد أن نجتاز طريق الموت، والموت هنا أصبح سيد الزمان والمكان، أصبح لديه شارع يسكنه، وطعام يأكله ونسوة يتزوج منهن، أصبح لديه وطن، وما أخطر أن يصبح للموت وطن..!!
نحبس الأنفاس ونبدأ باجترار ما بقي من ذاكرتنا المفقودة، ويخطر على بالنا قلة من الناس كانوا أحبتنا .... ولماذا هذا الكلام؟ فالموت هناك نصب حاجزاً ككل الحواجز «وما حدا احسن من حدا»... لم يطلب هوية من أحد،فكائناً من كنت، وأياً كان انتماؤك لن تفلح بالنجاة، ربما نجرب الكثير من السرعة، والكثير من ضبط الأعصاب لننجو..!! وفي تلك اللحظة بالذات نحبس الأنفاس، ونحاول تذكر بعض الآيات من كتاب، قد مرت سنوات لم نقرأ فيه سطراً واحداً..!
يمضي الوقت، ويمر الأمر بسلام، ونجتاز الطريق الواصل بين الحياة والحياة، مروراً بالموت، ولكن مأساتنا لا تنتهي هنا، لا تنتهي اليوم بانتهاء هذا الكابوس، وغداً وفي المكان نفسه، ستمر اللحظات نفسها، التي قد نعيشها ثانية ونكرر ما جربناه اليوم وقد تكون نهايتنا، وقد لا يسمح لنا بالمرور..وقد وقد.. على كل حال العنوان لا يضيع، لمن يحب زيارة الموت أوستراد حرستا من البانوراما حتى جسر حرستا.... رافقتكم المنية...