عرض العناصر حسب علامة : الأزمة السورية

تجاوز قوى الفساد للقوانين يعبد الطريق لتوليد العنف.. وللتدخل الخارجي!

بعد أن تأسست هيئة الأمم المتحدة بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام  1945، أصدرت  الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي تضمن قائمة تشمل تقريباً كل الحقوق التقليدية الهامة من سياسية ومدنية، والتي تنص عليها الدساتير والقوانين الداخلية للدول، ومن أهم الحقوق الواردة فيها ما يلي: حق المساواة أمام القانون، الحماية ضد القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً، والحق في المساواة التامة مع الآخرين، والحق في أن تنظر قضية كل إنسان أمام محكمة مستقلة ونزيهة بصورة عادلة وعلنية للفصل في حقوقه والتزاماته وأي تهمة جنائية توجه إليه، وحق الفرد في التملك بمفرده أو بالاشتراك مع غيره، وحق الفرد في حرية التفكير والدين، وحق الفرد في حرية الرأي والتعبير عن آرائه. وأعلنت في عام 1984 الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من أشكال المعاملة القاسية والحاطة من كرامة الإنسان، وكانت سورية من الدول المؤسسة لهذه الهيئة الدولية، أضف إليها اتفاقيات جنيف الأربع والتي تنص في متونها على الحقوق العامة للإنسان وضرورة صيانتها وحمايتها.

 

بيان مشترك: الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير ـ المبادرة الوطنية الديمقراطية

تدخل الأزمة في سورية شهرها الثامن وتشتد الظروف الدولية والإقليمية تعقيداً وتشابكاً يعطي للأزمة بعداً خطيراً يزيد من القلق على الوحدة الوطنية في سورية ويرفع من درجة التهديد بالتدخل الخارجي بكل أشكاله حتى العسكري منه والذي تصر قوى التحالف الأطلسي ـ الصهيوني وبعض القوى الإقليمية والعربية على الدفع باتجاهه مستفيدة من:

افتتاحية قاسيون 525: الحوار.. استحقاق وطني ملحّ

ضاع الكثير من الوقت منذ تفجر حركة الاحتجاجات الشعبية في آذار الماضي وما تلاه من دخول البلاد في أزمة وطنية عميقة، وسالت دماء سورية زكية طوال الشهور السبعة المنصرمة كان يمكن بمستوى أعمق من الحلم والوعي وعدم المكابرة أو الاستكبار ألا تسيل، وزجّ الكثير من الدخلاء والمشبوهين بأنفسهم ومخططاتهم في الفراغ الذي أحدثه الشقاق الهائل الذي نشأ بين النظام وشرائح واسعة من الشعب على خلفية القمع والشعارات القصوى والعنف، والعنف المضاد، وعملوا على توسيع الهوة بينهما بمساعدة المتشددين في كل طرف، محاولين إيصالها إلى درجة القطيعة النهائية، ولم ينصت الكثيرون وسط كل هذا الضجيج لأصوات العقلاء، الذين حاولوا منذ البداية تفسير طبيعة الأزمة وتقديم اقتراحات عملية لتجاوزها والسير بالبلاد باتجاه المخرج الآمن الوحيد وهو الحوار الجدي، الذي سيفضي إلى تغيير النظام جذرياً بشكل يحافظ على وحدة البلاد واستقرارها..

تصريح «ابراهيم عبيدو» رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال المواد الغذائية والسياحة والتبغ والتنمية الزراعية

« إن رغيف الخبز هو عنوان أمننا الغذائي، وعندما يتوفر الأمن الغذائي نصبح أسياد قرارانا السياسي، والمطاحن عامل هام في توفير رغيف الخبز وحاجة القطر من الدقيق التمويني يتم تأمينها عن طريق الطحن في مطاحن الدولة، وقسم منها في مطاحن القطاع الخاص ، وما يتم دفعه للقطاع الخاص سنوياً يجهز مطحنة بأكملها ، 

ثغرة التوزيع ومنافذ الليبراليين والطفيليين

في المرحلة التي شهدت تضخماً كبيراً لجهاز الدولة الإنتاجي في سورية، كانت سورية تفتقر إلى كثير من ملامح التنمية، وكثير من مدنها لم تكن مدناً وكثير من ريفها كان مهمشاً، أي أن متطلبات الإنفاق كانت كثيرة، وموارد التنمية الاقتصادية، كانت تستهلك في عملية سد الفراغ التنموي الكبير السابق..الجهاز الإنتاجي الكبير والمتضخم قابله استهلاك متضخم ومتزايد، وبقيت الحلقة الوسيطة وهي التوزيع موضع الخلل..

إنتاج القمح يسجل أكبر تراجع له منذ عقدين تقريباً.. والتبرير «عذر أقبح من ذنب»

أن تعجز وزارة الزراعة في بلد كتركمانستان عن تحقيق المستهدف من إنتاج القمح لعام واحد فقط، وتحقيقها 82% من الخطة الإنتاجية لعام 2011، فهذه جريمة تقابل بعزل وزير الزراعة، وإقالة عدد كبير من مسؤولي الوزارة المحليين في شتى أنحاء البلاد، لكن تدمير قطاع زراعي بأكمله على مر سنوات في سورية، وتراجع إنتاج القمح بنسبة تتراوح بين 30 -50% على امتداد أعوام عدة، فهذا إنجاز يكافأ عليه وزراء الزراعة بتعيينهم رؤساء حكومات لحكومات متعاقبة، وهذه مفارقة لم يكن لأحد أن يتخيلها، إلا أنه سمعها ولمسها واقعياً في بلد يعتبر فيه المسؤول على صواب دائماً، فكل ما يقوله صحيح، وتحميله الجفاف وزر تراجع إنتاجية أهم قطاع اقتصادي أمرُ أقل من طبيعي، وعلى الجميع تصديقه، ونشر مقولته كالوباء بين المتابعين، أليس في ذلك جريمة اقتصادية كبرى تجاهل القانون وضع عقاب لها ؟! فلمَ يستباح الأمن الغذائي للسوريين دون محاسبة أو رقابة؟!

هل ستطال الاختناقات القمح والدقيق والخبز..؟!!

خلال بحثنا واستطلاعنا للأزمات والاختناقات الراهنة، وجدنا نقاط  تقاطع في القطاعات المأزومة، مثل المازوت والغاز والكهرباء، وهي كونها جميعاً قطاعات دولة بامتياز.. أي الدولة اللاعب الأساسي في إنتاجها وتوزيعها..

الثورة الزراعية التي لم تتم.. «نحن قلعة حصينة لا يخترقها أحد، فسورية لديها اكتفاء ذاتي، وتمتلك أمنها الغذائي»

لا تنسب هذه المقولة إلى شخص بعينه، ولكن يمكن أن ننسبها إلى مقولات حكماء جهاز الدولة في سورية، وهي تحمل جوهراً صحيحاً، ونظرة استراتيجية، وتعبر بشكل واضح عن عقلية تربط الوطني والسياسي بالاقتصادي- الاجتماعي.. وفي مرحلة ما لم يكن هذا كلاماً يقال وإنما انعكس فعلاً، في السياسة الزراعية وتحديداً المتعلقة بالمحاصيل الاستراتيجية، التي يأتي القمح  في مقدمتها، 

بالغاز أو بماذا يوقد الناس في الرقة؟

مضى على الأزمة التي تعصف بالبلاد أكثر من خمسة عشر شهراً والأمور تسير من سيئ إلى أسوأ، ولا يوجد مخرج من النفق المظلم، وهي تخلف وراءها حطاماً اقتصادياً منهكاً ويزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم، وكل العالم يتفرج وينظر من خلال المصالح الخاصة به، همه أن ينال حصته من وليمة عالية الدسم تهيج كل الغرائز..