الشمال الشرقي والسيناريو الوحيد!
أثبتت الأسابيع القليلة التي أعقبت الإعلان الأمريكي عن الانسحاب من سورية، صحة ما ذهبنا إليه ولخصناه في نقطتين أساسيتين:
أثبتت الأسابيع القليلة التي أعقبت الإعلان الأمريكي عن الانسحاب من سورية، صحة ما ذهبنا إليه ولخصناه في نقطتين أساسيتين:
قالت وكالات أنباء عدة بأن سفناً تابعة للحرس الثوري الإيراني أطلقت صواريخاً باتجاه حاملة الطائرات الأمريكية «جون ستينيس» التي دخلت مياه الخليج لأول مرة منذ عام 2001.
أجرت إذاعة «روزنه» يوم الأربعاء 19/12/2018، حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو منصة موسكو للمعارضة السورية، مهند دليقان، تناول فيه آخر المستجدات السياسية المتعلقة بحل الأزمة السورية، وبحث تشكيل اللجنة الدستورية.
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تتخذ موقفاً مبدئياً وثابتاً بشأن تبعية الجولان لسورية، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981، وأن سيادة «إسرائيل» على الجولان غير قانونية.
«إنّ التنافس الإستراتيجي بين الدول، وليس الإرهاب، هو الآن الشاغل الرئيسي للأمن القومي الأمريكي»... كذلك تقر إستراتيجية الدفاع الوطني الأمريكي (2018) المنشورة منذ أيام على موقع وزارة الدفاع الأمريكية والمذيلة بتوقيع جيم ماتيس.
يتضمن انتقال مركز الإنتاج الدولي نحو أقصى الشرق، iddإعادة تشكيل اتجاهات العلاقات الاقتصادي، حيث تغدو شرق آسيا عقدتها ومركز جاذبيتها بدلاً من طرفي الأطلنطي، لتتركز التبادلات في القارة الأوراسية، حيث تجري أكثر من ٧٥٪ من التبادلات الدولية، بالإضافة إلى عملية تهميش موازٍ للولايات المتحدة.
الكثيرون قوى سياسية ودولاً مازالوا يعتبرون الولايات المتحدة كليّة القدرة في تقرير شؤون العالم ومصالحه من خلال الإشارات والرسائل المرسلة عبر الإعلام وغيره، لتوحي بأن العدو الأكبر للشعوب لم يتغير، وهذا بخلاف ما يقوله الواقع الذي يتغير بسرعة كبيرة لغير صالح الأمريكان وحلفائهم الغربيين ومن لفّ لفّهم من الدول الهامشيه بحساب ميزان القوى الدولي.
ينجب التاريخ من حينٍ إلى حين، شخصيات سياسية ورؤساء دول، يتلبسون كاركتراً كوميدياً، ويضحون مصدراً للسخرية والضحك. في بعض الأحيان يكون هذا الأمر مقصوداً بهدف التقزيم والتصغير من شأن دول تمردت على منظومة الهيمنة السائدة، وأحياناً أخرى قد يكون الأمر انعكاساً لواقع دولة أصبحت بسياساتها وممثليها أضحوكة في سياق العلاقات الدولية، لذلك يُقدَّم رئيسها قرباناً لسياسيات بلده، فيتم تظهيره إعلامياً بأنه شخص مختل وغريب الأطوار.
انسحب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، ومع هذا فإن أصواتاً قليلة وغير محورية في الداخل الأمريكي عارضت هذا القرار. حتى يبدو أن التصعيد مع إيران، هو واحد من الملفات القليلة التي يجتمع عليها طرفا الانقسام العميق الأمريكي. فلماذا ترتأي النخب الأمريكية أن على إدارة ترامب أن تعادي إيران إلى هذا الحد؟
تركز الاهتمام الإعلامي المواكب لاجتماع الترويكا الأخير على تلك المواقف المتعلقة بالوضع الميداني في سورية، وعلى أهمية ذلك، وتعميق التوافق حول هذه المسألة، وبالدرجة الأساس التوافق على محاربة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وفرز المسلحين، والقرار 2254. على أهمية كل ذلك، نظن بأن نتائج الاجتماع تتجاوز المسألة السورية إلى ما هو أبعد، وأعمق، إلى ما هو عالمي، إلى الصراع بين القوى الصاعدة والمتراجعة على النطاق الدولي..