إنهاء الاحتلال الأمريكي بات قريباً
قتلت قوات الاحتلال الأمريكي يوم الأربعاء الفائت الشاب فيصل خالد المحمد من قرية خربة عمو في ريف الحسكة خلال مرور مصفحاتها ضمنها، واعتراضها من قبل أبناء القرية بالحجارة وبالمطالبة بخروج المحتل نهائياً.
قتلت قوات الاحتلال الأمريكي يوم الأربعاء الفائت الشاب فيصل خالد المحمد من قرية خربة عمو في ريف الحسكة خلال مرور مصفحاتها ضمنها، واعتراضها من قبل أبناء القرية بالحجارة وبالمطالبة بخروج المحتل نهائياً.
يمكن لمن يتتبع تصريحات وتحركات جيمس جيفري، منذ توليه منصبه كمبعوث خاص أمريكي لسورية (آب 2018)، أن يجزم بأنّ جدول أعماله «الحافل» يتمثل بنقطة واحدة، ومهمة واحدة، فقط لا غير: ينبغي تخريب كل ما يفعله الروس، ينبغي إغلاق الباب أمام أي طريق يمكن له أن يؤدي إلى إنهاء الأزمة...
يسود في الأوساط الإعلامية والسياسية العربية، جوٌ من النحيب والتفجع حيال «صفقة القرن»، وكأنّ مجرد إعلان ترامب عنها يعني تحققها.
يُعرّف الفيزيائيون الثقوب السوداء بشكل مبسط بأنها مناطق ضمن الزمان والمكان لها كتلة كبيرة جداً ومضغوطة ضمن حجم صغير. وهي لذلك، تتمتع بجاذبية هائلة بحيث تبتلع كلَّ ما يقترب منها ضمن حدودِ تأثيرٍ يسمونها (أفق الحدث/ Event Horizon)
«قلنا بأننا غير مهتمين بالحديث عن الانسحاب (من العراق)، لأننا لا نعتقد أنه ينبغي أن ننسحب»... هكذا يلخص جيمس جيفري، بالعنجهية الأمريكية المعهودة، مسألة الوجود الأمريكي في العراق.
استطاعت واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية أن تكون طرفاً «نافعاً» للبعض من وجهة نظر العلاقات الدولية، فكانت الأوراق التي تُمسك بها الولايات المتحدة الأمريكية تُمكنها من تقديم شيء ما لـ «شركائها»، لكن الوضع اليوم بات مختلفاً، وباتت واشنطن تألف انفكاك الدول التي دارت في فلكها سابقاً.
بدءاً من رئاسة جورج بوش وصولاً إلى دونالد ترامب، ارتكبت الولايات المتحدة عدداً من الأخطاء الفادحة التي لم تقلل من نفوذها في المناطق الإستراتيجية حول العالم فحسب، بل حدّت من قدرتها على إبراز القوة والهيمنة المنفردة في وجه تلك القوى غير الراغبة في الركوع لواشنطن.
بدأت ملامح هذه السياسة الأمريكية كمحصلة القوى الداخلية الأمريكية بالظهور منذ هجوم جبل الثردة الذي قامت به القوات الأمريكية في منطقة دير الزور، فخلافاً لكل توقعات المحللين السياسيين المعتادين على كون الولايات المتحدة، القوة التي لا تقهر، ظهر اتفاق أستانا الذي تلا ما اصطلح عليه خرق اتفاق لافروف- كيري.
لا يختلف اثنان على مدى تأثير السياسات الأمريكية المختلفة في التطورات التي يشهدها العالم بأسره، وفي كل بقعة من بقاعه. وكذلك فإنّ من الواضح أنّ هذه السياسات تظهر في الفترة الأخيرة على الأقل، بوصفها محصلة لصراع داخلي شرسٍ يتصدره شكلياً: ترامب من جهة، والديمقراطيون (ومعهم أجزاء كبرى من المؤسسة ككل بما في ذلك جمهوريون كثر) من الجهة الثانية.
رأت افتتاحية قاسيون الماضية «تصعيدٌ أعلى لانسحابٍ أسرع»، في اغتيال سليماني فعلاً أمريكياً يستهدف التمهيد لعملية انسحاب أسرع من المنطقة، تتم تغطيتها بوابل من التصعيد. ولم تكد تنقضي ساعات على صدور العدد 947 من قاسيون، حتى بدأت الأحداث تؤكد صحة هذا الاستنتاج، ابتداءً من قرار البرلمان العراقي ومروراً بـ«مسودة الرسالة الأمريكية للعراق»، وليس انتهاءً بتصريحات ترامب نفسه في مقابلته الأخيرة مع القناة اليمينية الأمريكية Fox News والتي عبّر فيها بشكل واضح عن «عدم ممانعته» بل و«رغبته» في الخروج من العراق ومن سورية، ومن الشرق الأوسط ككل.