فلسطين.. انتفاضة شعب من جديد
لا تمر مرحلة من مراحل تاريخ فلسطين إلا ونجد دائما أحداثاً أو مواقفَ مهيبة تجسد قوة وجَسارَة الشعب الفلسطيني في محاولاته الوصول إلى استرجاع حقوقه الوطنية ، (بالرغم من كل المؤامرات والدسائس)، ولا يتجاسر على تلك القوة إلا المنكر للحقائق والمتنكر لها، حيث تنطلق تلك المواقف والأحداث عبر مسيرة متعرجة تستحق كل التأييد والإعجاب، كما وأن لتلك الأحداث والمواقف تأثير قوي على العمق العربي، وفي الوقت نفسه تهز أعماق اسرائيل، كما وتثير اهتمام وأنظار العالم أجمع، ومع وصول ترامب للرئاسة الأمريكية، بدأ بالإعلان عن طرح مبادرة سميت بصفقة القرن، تهدف إلى إنهاء حالة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، (بالرغم من كون الصفقة لا تزال غامضة المعالم)، إلا أنها تهدف بشكل عام إلى توطين الفلسطينيين في وطن بديل، خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء حق اللجوء للاجئين الفلسطينيين في خارج فلسطين، وفي سياق تطور الأحداث والمواقف الفلسطينية على امتداد الفترة اللاحقة ما بعد التهيئة عن الصفقة جاء الرد الفلسطيني سواء على المستوى الرسمي، أم الشعبي برفض تلك الصفقة، ولعلنا لاحظنا كيف تجاسرت السلطة الفلسطينية (في سابقة) وبشكل صريح وبقوة على رفض عمليات التهيئة لتلك المبادرة، في حين جاء الرد الشعبي الفلسطيني ليؤكد لنا مرة أخرى قوة هذا الشعب ( شعب الجبارين ) من خلال مسيرات العودة إلى الداخل الفلسطيني، وليس إلى خارجه، حيث انطلقت تلك المسيرات من عدة مناطق في قطاع غزة في الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض في :30/3/2018، باتجاه السياج الحدودي لقطاع غزة، ولتعبر عن مرارة الإحباط بعد سنوات طويلة من الترقب وانتظار ما تؤدي إليه التسوية السلمية السياسية التي لم تحقق نتائجها بسبب تعنت إسرائيل ومماطلتها وتراجعها عن تنفيذ التزاماتها.