أمريكا المتراجعة تبحث عن شخص لتلومه
Katehon Katehon

أمريكا المتراجعة تبحث عن شخص لتلومه

بالرغم من أن واشنطن قالت بأن اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في سنغافورة في 12 حزيران، كان ممكناً. إلا أن القيادة الأمريكية نفسها لا تؤمن بمثل هذه الفرصة وتبحث عن طريقة لتفسير هذا الفشل لنفسها وللجمهور العالمي. كان على الأمريكيين الاعتراف بأنهم هم أنفسهم السبب في انهيار قمة سنغافورة، تحت إدارة ترامب. ولكنهم بدأوا بالبحث عن المذنبين، وسرعان ما عثروا عليهم: إنهم صينيون وكوريون جنوبيون. وإن عدم مشاركة روسيا بالكامل في مغامرة سنغافورة المضطربة لا تسمح للأمريكيين حتى الآن بالتوجه إليها. ولكن هذا لا يعني أي شيء فإذا أرادوا سيفعلون ذلك.

الأسباب 

يشرح ترامب فشل القمة بامتناع بيونغ يانغ عن الوفاء بشروط مسبقة معينة، والتي هي في الحقيقة رفض للانصياع للمطالب الأمريكية حتى قبل بدء المحادثات. ويمكن أن نرى أن الرئيس الأمريكي يُظهر أن استسلام بيونغ يانغ كنصر له، حيث إنه يمنحه الحق في أن يقرر ليس فقط مصير كوريا الشمالية ولكن أيضاً نظيره في المفاوضات. وفي الوقت نفسه، يدعي أنه بالنسبة لكوريا الديمقراطية فإن هذه فرصة لتصبح دولة عظيمة. 

كان بيان نائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس" غاية في الأهمية، فقد طالب كيم بعدم ارتكاب خطأ كبير وعدم اللعب مع ترامب، والاستسلام على الفور. 

كيف يمكن أن تأخذ بيونغ يانغ شريكها في المفاوضات على محمل الجدية، وخاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مع إيران. كما أعلن بينس صراحة أن الولايات المتحدة لم تستبعد أبداً الخيار العسكري لحل الصراع الكوري، وإذا كانت كوريا الشمالية لا تريد المفاوضات فإنه لا يزال من الممكن إعادة السيناريو الليبي.

المخيف هو أنهم صادقون

ماهي تلك المفاوضات التي يمكن أن تتم إذا كان أحد الطرفين يتصرف بوقاحة؟ لا يمكن أن تتم أبداً. 

قد لا يفهم الأمريكيون أنه بدون إعطاء فرصة للشريك التفاوضي، فإنهم هم أنفسهم يجعلون المفاوضات مستحيلة. وتقول المتحدثة باسم البيت الأبيض "سارة ساندرز": "إذا كان الكوريون الشماليون في مثل هذه الظروف يريدون عقد اجتماع فإننا سنكون مستعدين بالتأكيد".

وتكرر سارة ساندرز "هدفنا هو تحقيق نزع السلاح النووي الكامل لشبه الجزيرة الكورية". وبالطبع لم تشرح أي نوع من الضمانات الأمنية التي ستحصل عليها كوريا الديمقراطية إذا استمرت واشنطن وسول في مناورات عسكرية قبالة الحدود الكورية الشمالية، وماهي الفوائد الاقتصادية والعائدات الأخرى التي تعتمد عليها بيونغ يانغ للتخلي عن درعها الصاروخي النووي. إن ما قاله الممثلون البارزون للإدارة الأمريكية في هذا الصدد يذكرنا أكثر بتأسيس سيطرة واشنطن على اقتصاد كوريا الشمالية. وإذا أصبحت كوريا الديمقراطية بين يدي الولايات المتحدة فلا يمكن أن يتوقع زعيم كوريا الشمالية أي شيء جيد.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض أعلن اليوم الجمعة أن ردة فعل كوريا الشمالية على كلام نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس حول كوريا الشمالية هي القشة الأخيرة التي دفعت الولايات المتحدة لإلغاء القمة المرتقبة بين الزعيمين في 12 يونيو في سنغافورة.

ومن الواضح أن تصريحات وزير خارجية كوريا الشمالية الأخيرة تشوي سونغ هي، التي تصف تصريحات نائب الرئيس الأمريكي بالغبية والتي تتكلم عن تكرار السيناريو الليبي في كوريا أغضبت واشنطن.وأكد المتحدث أن الباب ما زال مفتوحا للكوريين، ولكن عليهم على الأقل إحداث تغيير في خطاباتهم.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد ألغى  يوم أمس الخميس 24 مايو/ أيار اجتماعه المقرر سلفا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.وبعث الرئيس الأمريكي إلى رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون خطابا يقول فيه أنه من غير المناسب عقد القمة في الوقت الحالي.وأضاف ترامب أن اللقاء "كان بناء على طلب كوريا الشمالية"، لكن بسبب التصريحات الأخيرة الغاضبة لزعيم كوريا الشمالية، لا يمكن عقده".

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني