عرض العناصر حسب علامة : المحلة

العصيان المدني.. الطريق الوحيد

خاص قاسيون

لم تحدث استجابة واسعة لدعوة إضراب 4 مايو، وهو يوم بلوغ مبارك 80 عاماً من العمر. كانت الاستجابة محدودة لا يمكن مقارنتها بإضراب 6 إبريل، وانحصرت بمدينة المحلة الكبرى وبعض المظاهر المحدودة في أماكن أخري.

كانت الدعوة لإضراب 4 مايو موجهة أساساً من جماعات شباب الـ«فيس بوك» بعكس إضراب 6 إبريل الذي وجهت الدعوة إليه من العمال (المحلة بوجه خاص) وقوى سياسية من خارج إطار الأحزاب الرسمية القائمة، تسعى لبناء ائتلاف سياسي يشمل قطاعات من الناصريين والشيوعيين والإسلاميين وحركة «كفاية» والحركات الاحتجاجية المتنامية في البلاد.

قبل وأثناء وبعد إضراب إبريل الناجح عبأت الطبقة الحاكمة كل قواها الإعلامية والأمنية كما استخدمت الفتاوى الدينية للوقوف ضد الإضراب كوسيلة سلمية لا تملك الجماهير غيرها، وانضمت إلى أبواق الحكومة (باستثناءات محدودة) كل الأحزاب الرسمية وكذلك جماعة الإخوان المسلمين. وتم توجيه كل السهام إلى جماعات الـ«فيس بوك» التي تمثل ظاهرة جديدة إيجابية ينبغي تشجيعها والتواصل معها، إذ صنعها شباب غاضب وغير منتم للأحزاب السياسية ولكنه يتحلى بالإخلاص للوطن، وهكذا عكست التعبئة الحكومية مدعومةً من الجماعات المتخاذلة اليمينية والإصلاحية المنضوية تحت جناح الطبقة الحاكمة وسياساتها التخريبية. عكس كل ذلك حالة الرعب والفزع من التحركات الجماهيرية السلمية.

مصري ثالث ينضم إلى قائمة شهداء «انتفاضة المحلة»

أفاد مصدر أمني في القاهرة، الأربعاء 23/4/2008 أن مصرياً توفي متأثراً بجروح كان أصيب بها في مواجهات مع الشرطة في السادس من نيسان في مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل، ما يرفع عدد شهداء انتفاضة الخبز وسعار الأسعار في مصر إلى ثلاثة.

الدولة المذعورة..!

الصور-وحدها- تكشف عمق الأزمة التي تواجه الدولة المصرية بلا غطاء سياسي أو مسحة شرعية، ولعلها من المرات النادرة في تاريخنا الحديث التي تتدهور فيها صورة الدولة إلى حدود تقارب صورة الاحتلال- وهذه مأساة بحد ذاتها، منذرة بما هو أفدح وأخطر، وليس بوسع أحد أن يتوقع-جازماً- ما يمكن أن تندفع إليه الأحداث، ولكن عوامل الانفجار تلوح في الأفق، وتبدو الأرضية الاجتماعية مهيأة له بدواعي اليأس والإحباط، وغياب الأمل في أي تغيير سلمي، والمحرض الرئيسي على الانفجار سياسات نظام الحكم الحالي وما آلت إليه من فشل بدا صريحاً وجلياً في طوابير الخبز ولحوم الحمير النافقة وارتفاعات الأسعار بصورة خطيرة تدفع لمجاعة عامة، وأن يرفق ذلك كله تغول في «الحلول الأمنية» واستبعاد أية حلول سياسية تعمل على مراجعة السياسات والخيارات، وتلافي انسداد يكاد أن يكون شاملاً في القنوات السياسية والاجتماعية.

نداء التضامن الدولي

قام العديد من الأحزاب الشيوعية والعمالية في مختلف دول العالم بتوقيع بيان تضامني مع عمال المحلة الكبرى وأهلها وقد وقع عليه حتى الآن :

تضامن دولي واسع مع إضراب عمَّال مصر

في مقابل التضليل الإعلامي الذي رافقه، قوبل الإضراب الشعبي والعمالي في مصر بموجة ترحيب واسعة من الاتحادات النقابية والأحزاب الشيوعية في العالم، من بينها حزب أكيل وشيوعيي اليونان والحزب الشيوعي اليوناني والروسي والاتحادات العمالية الدولية، ونورد فيما يلي نماذج من رسائلها التضامنية (رسالة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين على الصفحة الأولى من هذا العدد):

ماذا لو كان إضراب الإخوان؟

منذ ليلة الأحد تتابع برامج عدة الخبر وتستضيف محللين لمناقشته بنشرات الأخبار، وعلى شريط الأخبار:

إضرابات مصر و«الخيار صفر»..

عامان من الغضب المتصاعد (2006 و2007)، ثم حل عام 2008 حيث تصاعد الغضب كمياً وكيفياً، واتخذ صوراً وتجليات شتى، وامتد أفقياً ورأسياً ليشمل إلى جانب العمال فقراء الفلاحين والفئات الوسطى بما فيها القضاة وأساتذة الجامعات، وتشابكت فيه قضايا النضال الاقتصادي والسياسي والوطني والديمقراطي، في ظل معاناة الغالبية الساحقة من الشعب بشكل لا يطاق، وكانت أحداث طوابير الخبز تعبيراً واضحاً عن واقع الحال.

عبد الحليم قنديل لـ «قاسيون»: إضرابات 6 إبريل مجرد (بروفة) قوية للعصيان المدني!

■حاوره: جهاد أسعد محمد

يشهد الشارع المصري في هذه الآونة، ومنذ عدة أيام، غلياناً شعبياً لم تشهد أرض الكنانة مثيلاً له منذ وقت طويل، حيث تعج الشوارع بالمظاهرات الصاخبة احتجاجاً على انحدار الأحوال المعيشية للغالبية العظمى من الشعب المصري إلى مستوى غير مسبوق..

وللوقوف على حقيقة ما جرى ويجري أجرت قاسيون اتصالاً هاتفياً مع الصحفي المصري عبد الحليم قنديل الناطق الرسمي باسم حركة «كفاية» وأجرت معه الحوار التالي:

إلى شعب مصر العظيم

إلى عمال مصر وكل فقرائها ومثقفيها الوطنيين الأحرار، مقاومي التطبيع مع العدو الصهيوني!

إلى أبناء وأحفاد المقاومين ضد الاحتلال منذ حملة نابليون وحتى الآن!

إلى جميع المنتفضين ضد ناهبي خبز الشعب وضد حكم عائلة حسني مبارك!

تتشرف اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بإعلان التضامن معكم في معركتكم الوطنية والطبقية ضد الليبرالية الاقتصادية الجديدة، رأس حربة الاحتكارات الإمبريالية - الصهيونية التي سيطرت على مصر بعد استشهاد الرئيس جمال عبد الناصر، وحتى الآن.