عرض العناصر حسب علامة : التعاون الروسي الصيني المتصاعد

التعاون الروسي الصيني المتصاعد 5 | التعاون الأقصى

في سياق برنامج تسريع تنمية أقصى الشرق الروسي، لا يجب على المرء أن يستهين بأهمية روابط الأعمال المستقلة سواء عبر استثمار الشركات الصينية في روسيا أو الشركات الروسية في الصين، أو عبر المشاريع المشتركة. إنّ القيمة المضافة لهم ضئيلة في الحجم الحالي، وحتّى أنّها غير مهمة مالياً أو تمويلياً. لكنّ الذي يهم هو العملية التراكمية التي قد يساهمون بها في الحركة. ومن وجهة النظر هذه فإنّ المصالح التجارية لبقيّة البلدان الآسيوية هي أيضاً مهمة كونها تساهم إلى حدّ ما في المنافسة على قدرات البناء في القطاعات المختلفة بين المستثمرين المحتملين، وكذلك على تهيئة صورة أقصى شرق روسيا كمنطقة جاهزة للإقلاع. وفي حين أنّ السياسات الحكومية والاتفاقات بين الدول هي ضرورية بحدّ ذاتها من أجل تعزيز العلاقات التجارية وكدلالة على الاتجاه، فإنّ الأمر يعود للمستثمرين الخاصين لتفسير تلك الإشارات بشكل صحيح عندما يخططون أعمالهم ويقيسون آفاق الربح المحتمل.

التعاون الروسي الصيني المتصاعد 4 | تذويب الجليد

يستند تحليلنا إلى ثلاثة أبعاد تحليلية متفاعلة يفترض بها أن تساعدنا على تسليط الضوء على إمكانات التقارب المستدام. وبناء عليها تفترض تحليلاتنا بأنّنا نحتاج لإطار زمني أطول من أجل تقييم النتائج، وبغض النظر عن ظهور جداول المواعيد النهائية المعقولة فإننا نحتاج للمرونة في التعاطي مع هذا الأمر، لأنّ العقبات التي لا يمكن التنبؤ بها، سواء ذات طبيعة خارجية أو داخلية، لا يمكن أخذها في عين الاعتبار. وعليه فليس بإمكاننا تفسير حصول تأخير مجرّد بأنّه من دواعي الإخفاق.

التعاون الروسي الصيني المتصاعد 3| الطريق الوعرة

قبل الابتعاد عن الغرب، حاولت السلطات الروسية أن تحشد دعم أوروبا لمقترحها للتعاون الاقتصادي من لشبونة إلى فلاديفوستوك، بحيث تكون روسيا جسره. تمّ تطوير هذا الفكرة التي عرضها بوتين كرئيس للوزراء في ألمانيا عام 2010، من خلال بوتين كرئيس أثناء اجتماع «منصة تعاون آسيا-المحيط الهادئ APEC» في فلاديفوستوك في أيلول 2012، لوضعها ضمن صورة «الاتحاد التجاري الأوراسي» الذي ربط روسيا ببيلاروسيا وكازخستان. لقد دعا بوتين مرة أخرى إلى منطقة تجارة حرّة (FTA) بين الاتحاد الأوربي والاتحاد التجاري الأوراسي.

التعاون الروسي الصيني المتصاعد1 | انطلاقة عامّة

يأخذ التقارب السياسي والاقتصادي مكانه بين روسيا والصين في عدد من المجالات: الطاقة وإنتاج الأسلحة واستعمال العملات الوطنية في التجارة والمشاريع الاستراتيجية في مجال النقل ودعم البنى التحتية. وقد تعزز هذا التعاون نتيجة الأفعال والسياسات الغربية، ومن بينها العقوبات المتعلقة بأوكرانيا، والتي يبدو وأنّها تتشدد رغم التحفظات غير المرتاحة بشأنها والرؤى المتناقضة والتوقعات الاقتصادية غير المؤكدة. يساعد استهداف السياسات الصينية الأسواق الأوربية عبر إحياء طريق الحرير هذا التطوّر. يتمّ تقديم «الحزام والطريق» كبديل أو إضافة للطرق البحرية التي باتت غير آمنة بسبب الاضطرابات بين البلدان المجاورة والإجرام والسيطرة شبه المؤكدة على البحار من قبل الولايات المتحدة.