المضاربون الكــبار يلعبون بأسعار الغذاء العالمي...
جرى تقديم الفيلم الوثائقي: «قمح أيلول» لأول مرة في العام 1980. وهو يظهر ضمن ما يظهره إلى أية درجة يحدد المضاربون في بورصة القمح الأمريكية سعر هذا المنتج الغذائي. تتلخص مهمتهم في تحقيق أعلى ربح ممكن، لا في تأمين المنتجات الغذائية الضرورية بأفضل الأسعار. حدث ذلك منذ ثلاثين عاماً.
أما الفيلم الوثائقي «كابوس داروين»، فعمره أربعة أعوام. وهو يظهر كيف دفعت تنزانيا، التي كانت غنية بالأسماك، إلى الفقر والتسول دون رادع، وكان الاتحاد الأوروبي من بين المسؤولين عن هذا الوضع. نشاهد في الفيلم كيف تنقل الثروة الجديدة من الأسماك التي تتمتع بها البلاد ـ حيث فرضت تربية نوع محدد من أسماك نهر النيل وهي زراعة وحيدة دمرت أنواع الأسماك الأخرى كافة ـ إلى بلدان الغرب الغنية. كما نرى كيف أصبح البلد، لقاء ذلك، منصةً متحركة لتسليح الحروب في إفريقيا.
ما هي خلفيات ووقائع الزيادات الهائلة في أسعار السلع الغذائية في العامين المنصرمين؟ هل سيتفاقم وضع 850 مليون إنسان، يعانون أصلاً من سوء التغذية؟ هل يجري تهديد ملايين أخرى من البشر بالمجاعة؟
كانت الوزيرة الألمانية لشؤون مساعدات التنمية، هايدماري فيسزوريك زول، واضحةً أشد الوضوح: «حين ترتفع أسعار المنتجات الغذائية بنسبة 1 %، تصبح تغذية 16 مليون شخص إضافي عرضةً للخطر».