جنيف: الجميع ناقش السلات كلها...

جنيف: الجميع ناقش السلات كلها...

أجرت إذاعة ميلودي أف أم لقاءً إذاعياً مع عشتار محمود عضو المجلس المركزي في حزب الإرادة الشعبية، والعضو الاستشاري في وفد منصة موسكو في الجولة الخامسة من جولة جنيف، حول الجولة وتفاصيلها، والمستجدات الإقليمية والدولية المرتبطة، كانت هذه النقاط الرئيسية..

الجميع ناقش كل السلات

شهدت الجولة محاولات واضحةً لاستهداف عسكري وإعلامي بالتالي السياسي لمجرياتها، ولكن بالمحصلة، الأمور بنتائجها، وعلينا أن نسأل: ما هي المهام التي كانت موضوعة لهذه الجولة وما تحقق منها. فعملياً ما أشار إليه المبعوث الدولي في نهاية الجولة الرابعة من جنيف، حول بدء نقاش السلات الأربع على التوازي قد تحقق جزئياً، فجميع الوفود شاركت وجميع الوفود ناقشت عملياً المواضيع الأربعة، بغض النظر عن حجم النقاش، وعن محاولات التأخير، حيث كنا نستطيع أن ننجز أكثر..

طالما دخلنا في تفاصيل جدول الأعمال، وكل الوفود قدمت أوراقاً بخصوص السلات، وطالما ثبَّتنا مسألة التوازي نكون قد حققنا خطوةً نحو الأمام.

التوازي هو حكماً تزامن

أكدنا على موضوع التوازي، وطالبنا الأمم المتحدة بأن تلتزم بما أقرته نهاية الجولة الرابعة من جنيف، أي نقاش السلات الأربع على التوازي، وقد أعطينا تعريفنا للتوازي وقلنا: إن التوازي هو حكماً تزامن، بمعنى على جميع الوفود أن تناقش جميع السلات في الآن نفسه،  وأي إجراء عدا هذا هو عملياً عودة للتسلسل، أي وضع سلة قبل سلة في النقاش، والمشكلة تكمن هنا بالأولويات المختلفة لكل طرف من الأطراف، تحديداً وفدا الرياض والحكومة، اللذين كانت لديهما أولويات في النقاش، متمثلة بحديث الوفد الحكومي عن نقاش الإرهاب فقط، وبتصريحات وفد الرياض بنقاش الانتقال السياسي فقط.

وعندما تتراجع الأمم المتحدة عن التوازي المتزامن، كأن تتيح الخيار لكل طرف ليركز على السلة التي يريدها، فإنها تتراجع عما أقرته، وتتيح هامشاً للمماطلة والتعطيل، وبهذه الخطوة يمكن أن نعود إلى نتائج جنيف 2، الذي فشل نتيجة مسألتين، أولاً: طريقة التمثيل بوفد للحكومة ووفد واحد للمعارضة دون دعوة الوفود والمنصات الأخرى، وثانياً: تمسك كل من الوفدين بأولوية بجدول العمل.

نحن أصرينا على أن التوازي هو حكماً تزامن، وأي شكل آخر لمناقشة السلات يفتح احتمالات الفشل، كما في جنيف 2، وقدمنا في اجتماع واحد أوراقاً فيما يتعلق بمناقشة السلال الأربع، هادفين إلى إثبات أنه عندما يكون الطرف السياسي جدياً ولديه إرادة سياسية حقيقية في السير نحو الحل، فإنه سيكون قادراً على مناقشة السلات الأربع ليس فقط بجولة واحدة بل باجتماع واحد!

مزايا مقترح (4×2)

محاولةً منا لتذليل الصعوبات، وتحقيق التوازي المتزامن، اقترحنا: أنه يمكن أن يتم جمع وفود المعارضة بمجموعات العمل الأربع للسلات، أي على سبيل المثال مجموعة لمناقشة السلة الثانية الدستور، تضم ممثلين لوفد موسكو، والقاهرة، والرياض، مجتمعين مع فريق الوسيط الدولي، وهكذا مجموعة في كل سلة من السلات. كما طرحنا أنه ليس بالضرورة أن يحصل تفاعل مباشر بين الوفود، مع بعضها البعض، بل على كل طرف أن يقدم وجهة نظره في السلة المطروحة. 

وهذا المقترح يحقق عدة غايات، فعدا عن حل مشكلة اختصار عدد خبراء الفريق الأممي المطلوب لمجموعات العمل التي ستناقش السلات، فإننا بهذه الحالة، نختصر الوقت، ونسرع العملية، كما أننا نتيح الفرصة لوفود المعارضة أن تسمع آراء بعضها الآخر بشكل مباشر، ودون وساطة، وهذا يمكن أن يشكل أساساً مفيداً لتسريع عملية تشكيل الوفد الواحد غير الموحد للمعارضة، الأمر الذي لا يزال عالي الأهمية، للوصول إلى المفاوضات المباشرة.

ردة فعل الأمم المتحدة على المقترح، بأنه عملي وبناء، وبتوقعاتنا ستكون له فرصة كي يكون الشكل العملي، لآلية العمل في الجولة اللاحقة. منصة القاهرة اقترحت أن تجتمع جميع وفود المعارضة، ومع وفد الحكومة في مجموعة عمل واحدة، لكل سلة من السلات، ونحن نؤيد مقترحهم كذلك الأمر.

2254 سيُنفذ..

لدينا القناعة الكاملة بأن القرار 2254 قد «وُلد لينفذ»، فالأطراف الدولية التي فرضته أي روسيا والصين، ستبذلان كل جهدهما لتضمنا تنفيذ القرار، لأنه يؤسس لنموذج في حل أزمات السياسة الدولية، حلولاً سياسيةً وعبر التوافق.

وفي الجولات التي تنعقد حالياً، علينا أن نستمر بمناقشة تفاصيل تطبيق هذا القرار، والمطلوب من جنيف الوصول إلى تنفيذه، بمعنى أن نصل إلى شكل الحكم، أو تعريف جسم الحكم الانتقالي، كي نصل إلى سلة الدستور ما الذي يجب أن يتحدد بجنيف وما الذي يجب أن يتحدد بسورية، كذلك الأمر تفاصيل في عملية الانتخابات التي سوف تتطبق بآخر الـ18 شهر، وأيضاً مكافحة الإرهاب كعملية مرتبطة بالعمق بسلات الانتقال السياسي الثلاث سويةً. وكل محاولات العرقلة في الجولات، سواء كانت تقنيةً أو غيرها، هي تعبير عن الأطراف السياسية الدولية والإقليمية والمحلية التي لا تريد الوصول إلى حل سياسي في سورية، والتي لا تريد تطبيق القرار 2254، وما علينا إلا أن نذلل الصعوبات كلها التي تقف في طريقنا، ونحل المشاكل التي تواجهنا للسير إلى الأمام.

تغييب الأكراد.. تغييب لقضيتهم

إننا من حيث المبدأ لا نعترض على توسيع التمثيل في جنيف، ولكن بالدرجة الأولى فإن منصات المعارضة المعلنة في القرار قد أصبحت وفوداً مشاركة بشكل متساوٍ، ولكننا نصر أيضاً على ضرورة مشاركة الأكراد، وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والذي هو جزء من منصة موسكو، والقاهرة. لأن تغييب الأكراد هو تغييب لقضية سياسية سورية هامة، وتهميش لقوى سياسية فاعلة في محاربة الإرهاب وغيرها. الولايات المتحدة الأمريكية تدعي دعمها للأكراد، إلّا أنها لا تدعم -إن لم تكن تعرقل- تمثيلهم في جنيف، والفيتو التركي غير كافٍ لمنع تمثيلهم. موقفنا بأن جميع الطروحات السياسية الكردية وغيرها، يجب أن توضع على طاولة المفاوضات، ليتم بحثها والتوافق عليها.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
805