سيئول تتجاوز واشنطن لصالح بيونغ يانغ

سيئول تتجاوز واشنطن لصالح بيونغ يانغ

بعد تكرار فشل الولايات المتحدة الأمريكية في مفاوضاتها مع كوريا الديمقراطية، تزامناً مع استمرار تراجعها، وتعنّتها بفرض عقوبات اقتصادية هنا وهناك، من بينها بيونغ يانغ وبكين، باتت تعاني كوريا الجنوبية من توتر سياسي واقتصادي يدفعها لبدء إشارات تمرد على واشنطن نحو تطبيع العلاقات مع الديمقراطية.

كوريا الجنوبية المتضرر الأكبر

كشف تقرير عن معهد «ووري» للدراسات المالية في كوريا الجنوبية، صدر في نهاية السنة الفائتة، أن سيئول هي المتضرر الأكبر جرّاء الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بما تخللها من عقوبات تجارية فرضتها واشنطن وقيدت على إثرها النشاط التجاري لسيئول، حيث تتخطى الصادرات للصين أكثر من ربع صادرات كوريا الجنوبية لتسجل في 2018 للصين نسبة 26,8%، وألمانيا 7,1% وفرنسا 4,2%. وعلى إثر تلك العقوبات هبطت صادرات البلاد بنسبة 9,8% على أساس سنوي في الفترة من كانون الثاني حتى أيلول 2019.

سيئول تدعو لتسريع التعاون

في السابع من هذا الشهر دعا رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه إن، الكوريتين لبذل الجهود المشتركة وتهيئة الظروف المؤاتية لزيارة الرئيس كيم جونغ اون إلى سيئول في أسرع وقت ممكن، وأكد «التزام إدارته بالدفع في اتجاه استئناف مشروعين رئيسيين عبر الحدود، هما مجمع كيسونغ الصناعي المشترك، والرحلات السياحية إلى جبل كومكانغ في كوريا الديمقراطية، وكذلك إعادة ربط الطرق والسكك الحديدية» واقترح كذلك، بدء المحادثات بين الكوريتين حول «التعاون في المنطقة الحدودية» باعتبار أن هذه المسائل لا علاقة لها بالعقوبات المفروضة على بيونغ يانغ والتي عرقلت تعاون البلدين.

واشنطن تُستَفز

لم ترق تصريحات رئيس كوريا الجنوبية تلك بالنسبة للأمريكيين، حيث علق عليها السفير الأمريكي لدى سيئول، هاري هاريس، قائلاً إن مسألة السماح للكوريين الجنوبيين برحلات سياحية فردية إلى أراضي كوريا الديمقراطية «تخضع للتشاور بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة». ليردّ المكتب الرئاسي بكوريا الجنوبية، بأن هذه التصريحات غير مناسبة على الإطلاق. مضيفاً «مسألة التعاون بين الكوريتين هي مسألة يجب على حكومتنا أن تقررها».
إن موقف سيئول رغم تواضعه حالياً نحو تعزيز علاقتها مع بيونغ يانغ بغير رغبة واشنطن، وبمعزل عنها، يأتي موضوعياً إثر مصالحها التي باتت تتأذى أكثر من سياسة واشنطن الدولية بتراجعها، ومن جهة أخرى تثميراً للدور الصيني- الروسي بعد أن بدأ ينتقل ملف الكوريتين إليهما.

معلومات إضافية

العدد رقم:
949
آخر تعديل على الإثنين, 20 كانون2/يناير 2020 12:29