أين وصل الوزن الأمريكي في الأمم المتحدة؟
حمال جركس حمال جركس

أين وصل الوزن الأمريكي في الأمم المتحدة؟

تضاءل حلف المصوتين لصالح الولايات المتحدة الأمريكية أثناء التصويت في مجلس الأمن الدولي إلى مجموعة من البلدان الصغيرة مثل جزر المارشال وميكرونيزيا وناورو وبالاو وتوغو، فشرطي العالم أصبح شرطي حارات بعد كسر رتبته. ليس هذا فقط، بل وتقدمت روسيا رسمياً بمشروع قرار لنقل اللجنة الأولى للأمم المتحدة من الأراضي الأمريكية.

مشروع القرار الروسي

قدّمت روسيا إلى اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً مشروع قرار حول نقل عمل هذه الهيئة من نيويورك إلى فيينا أو جنيف، في ضوء «سياسة التأشيرة غير الودية» من جانب واشنطن.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر في الأمم المتحدة أن روسيا قدمت مشروع هذا القرار منذ أسبوع واحد، أثناء الجلسة غير الرسمية للجنة. وأضاف: الآن تم تقديم مشروع القرار حول نقل عمل اللجنة الأولى بشكل رسمي. وأشار إلى أنه من المتوقع أن يجري التصويت حول مشروع القرار هذا الشهر القادم.
كما اقترح النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى هذه المنظمة، دميتري بوليانسكي، سابقاً، نقل جلسات اللجنة الأولى للأمم المتحدة من نيويورك إلى فيينا أو جنيف، وذلك بعد أن اتضح أن الولايات المتحدة لم تمنح تأشيرات الدخول لعدد من أعضاء الوفد الروسي للمشاركة في عمل هذه اللجنة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.

شرطي الحارات والحرب الباردة

قال سكرتير مجلس الأمن الروسي: سياسة واشنطن تهدد بعودة عصر الحرب الباردة. وانتقد سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، ما وصفه بسعي الولايات المتحدة وحلفائها إلى إحلال نظام يخدم مصالحها محل القانون الدولي.
وفي كلمة ألقاها يوم الخميس، أثناء لقاء لممثلي دول مجموعة بريكس «البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا» عقد في عاصمة البرازيل، اعتبر باتروشيف أن هذه السياسة تهدد بعودة العالم إلى حالة من الحرب الباردة.
وقال: إن بنيان العلاقات الدولية يمر بمنعطف مصيري. ترصد روسيا فيه محاولات لاستبدال القانون الدولي المبني على ميثاق الأمم المتحدة، والعلاقات بين الدول، بالنظام المزعوم المبني على قواعد، حيث يسعى الأمريكيون وحلفاؤهم إلى تسخير بلورة هذه القواعد وتطبيقها لخدمة مصالحهم الجيوسياسية. وتابع: يقود كل ذلك إلى طمس المعايير والمبادئ المعترف بها دولياً، ويهدد بإعادة العالم إلى حالة من الحرب الباردة مع التمييز بين نحن وهم.
وأشار إلى أن الأساليب المستخدمة لتحقيق هذا الغرض معروفة جيداً، ومن بينها فرض عقوبات اقتصادية أحادية والتدخل في شؤون دول «غير مرغوب فيها» وحتى تنظيم انقلابات على حكوماتها.
تدل الوقائع السياسية التي شاهدناها في بقاع العالم المختلفة، مثل كوريا الشمالية، إيران، فنزويلا، سورية، أوكرانيا وغيرها. أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعرض لسلسلة هزائم سياسية. وفي الوقت نفسه تتراكم هزائمها الاقتصادية العالمية والداخلية بفعل الصعود الصيني- الروسي من جهة، وبفعل تأثيرات الأزمة الرأسمالية من جهة أخرى. فماذا سيكون مصير الحرب الباردة التي يحاول شرطي الحارات خوضها في العالم؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
936
آخر تعديل على الأربعاء, 23 تشرين1/أكتوير 2019 12:49