تونس: من الخاسر ومن المنتصر؟

تونس: من الخاسر ومن المنتصر؟

أنهت تونس انتخاباتها الرئاسية السابقة لأوانها، والتي جرت في مرحلتين الأولى في 15 أيلول الماضي والثانية في 13 تشرين الأول، لتعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية يوم الخميس 17 تشرين الأول فوز قيس سعيّد على منافسه نبيل القروي، على أن يؤدي قيس سعيّد اليمين الدستورية في الأربعاء القادم 23 تشرين الأول.

نتائج الانتخابات

كانت المرحلة الأولى من الانتخابات قد ضمّت 26 مرشحاً، وتصدر نتائج هذه الانتخابات كل من قيس السعيّد «18,4%» ونبيل القروي «15,5%»، لتبدأ المرحلة الثانية من الانتخابات، والتي حصل فيها السعيّد على 72,71% من الأصوات بمقابل القروي الذي حصل على 27,29%. وعلى الرغم من الاهتمام الكبير الذي أخذته هذه الانتخابات إلا أن نسبة كبيرة من الناخبين التونسيين لم يشاركوا فيها، حيث وصلت نسبة عدد المشاركين إلى 55% المرحلة الأولى، وانخفضت النسبة قليلاً في المرحلة الثانية، وهذا كان موقفاً واضحاً لشريحة كبيرة من التونسيين الذين صوتوا بامتناعهم عن التصويت ضد العملية الانتخابية وضد المرشحين أيضاً، معبّرين بذلك عن عدم إيمانهم- إلى الآن– بالجدوى من هذه الانتخابات.

من هو قيس السعيّد

من مواليد تونس عام 1958، وحاصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية في تونس عام 1985، ودبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري تونس، ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو إيطاليا.
عمل في السلك الأكاديمي في جامعات تونس كمدرس، وشغل منصب مدير قسم القانون العام بكلية الحقوق بسوسة في عام 1994. وشغل منصب مقرر اللجنتين الخاصتين لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لإعداد مشروع تعديل ميثاق الجامعة، ولإعداد مشروع النظام الأساس لمحكمة العدل العربية لعامي 1989 و1990، وخبيراً متعاوناً مع المعهد العربي لحقوق الإنسان للأعوام 1993– 1995، بالإضافة إلى رئاسة مركز تونس للقانون الدستوري من أجل الديمقراطية والذي أسسه سعيّد في 2011 .
«رفض التطبيع»
عبَّر السعيّد صراحة في أحد تصريحاته أنّ: «التطبيع خيانة عظمى، ويجب أن يحاكم من يُطبّع مع كيان شرد ونكل بشعبٍ كاملٍ» مضيفاً انه يرى أن كلمة تطبيع غير ملائمة فنحن في حالة حربٍ مع الكيان المحتل، وفي قضية دخول حملة جوازات السفر «الإسرائيلية» قال «نحن نتعامل مع اليهود ونقبلهم، وليس الإسرائيليين» وأشار إلى أنه لا يمكن الدخول إلى تونس باستخدام جوازات السفر «الإسرائيلية».
وشكلت تصريحات كهذه حالة إيجابية، وأعطت تطمينات حول موقف القيادة التونسية الجديدة من القضية الفلسطينية، وخصوصاً أنه هناك شبهات حول منافسه نبيل القروي حول موقفه من القضية الفلسطينية والتطبيع. بالإضافة إلى توجيه اتهامات له بعلاقة مع المساد.
يبدو جلياً أن نبيل القروي يمثل طرحاً ليبرالياً يدعو إلى المزيد من الانفتاح على أوروبا وأن ما قاله حول محاربة الفقر وغيره لا يستند إلى بديل اقتصادي حقيقي، وهذا يجعل من نتائج هذه الانتخابات هزيمة واضحة لما يمكننا اعتباره «مرشح البنوك والأوروبيين» وإذا ما نظرنا إلى حصته من الأصوات «15,5%» نستطيع تكوين صورة أولية حول وزن الغرب في تونس اليوم، والذي يمكن أن يعطي مؤشراً على وزنهم العالمي. لا يمكننا الآن القول إن قيس السعيّد هو ممثل لبرنامج بديل تماماً فالأمور تقاس بنتائجها دائماً، ولكن الذين فضّلوا التصويت للسعيّد كانوا يصوتون ضد طرح القروي الذي لم يعد له جمهور حقاً، فهم يصوتون ضد اللليبرالية والإنفتاح على الغرب ويصوتون أيضاً ضد المواقف المشبوهة والضبابية من التطبيع والقضية الفلسطينية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
936
آخر تعديل على الجمعة, 16 نيسان/أبريل 2021 16:27