الفيتو الأمريكي: فلتستمر المذبحة!!

استخدمت الولايات المتحدة، مرة أخرى حق الفيتو ضد المشروع الجزائري الذي قدم باسم المجموعة العربية والذي يدعو إلى إدانة الأعمال الإسرائيلية العسكرية الواسعة النطاق في قطاع غزة ووقف هذه العمليات وسحب قواتها من محيط جباليا.

وقد دعا المشروع العربي مجلس الأمن باسم المجموعة العربية إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وسحب قواتها من محيط مخيم جباليا فوراً، واتهم القرار إسرائيل بعرقلة الطواقم الطبية والإنسانية، وأعرب المشروع عن القلق من التدهور المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأدان كل أعمال العنف و الإرهاب والاستخدام المفرط للقوة، وطالب إسرائيل بوصفها «قوة احتلال» بالانصياع لالتزاماتها القانونية وفق الوثيقة الرابعة من اتفاقيات جنيف.

وكانت إسرائيل قد صعدت حملتها السياسية، بعد العسكرية باتهام وكالة الغوث الدولية بـ «دعم الإرهاب» لصرف الأنظار عن عمليات البطش التي تقوم بها ضد فلسطينيي غزة، ومرتبطة كذلك بالنقاشات الجارية في مجلس الأمن.

وقد بذلت إسرائيل جهوداً كبيرة لإحباط مشروع القرار العربي ليس من خلال الفيتو الأمريكي ضده فقط، بل أيضاً من خلال إبعاد أوربا عن تأييده.

وكالعادة فقد ادعى السفير الأمريكي في الأمم المتحدة جون دانفورت أن القرار لايدين «الإرهاب» حسب قوله، الذي تقوم به حركة حماس، وأنه احادي الجانب وغير متوازن وهو ينزع إلى تحميل إسرائيل المسؤولية.

وقد رد السفير الجزائري عبد الله باعلي بقوله: إن المجلس لايتحرك بشكل فاعل إلا عندما يعاقب الدول العربية، وعبر عن أسفه للموقف الأمريكي المنحاز لجانب إسرائيل، مع أن النص العربي متوازن ومعقول و يدعو إسرائيل فقط إلى إنهاء عملياتها العسكرية التي تتسبب في كثير من الخسائر المادية، ومع ذلك لم يحصل على تأييد إجماعي من مجلس الأمن. وأضاف: إنه يوم حزين للفلسطينيين وللعدالة.

وكانت الولايات المتحدة قد اتخذت مسبقاً موقفاً معادياً للمشروع العربي ومؤيداً للعدوان الإسرائيلي باسم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وقد صرح وزير الخارجية الأمريكية باول بأن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة صواريخ القسام» ولكنها «ينبغي أن تفعل ذلك بقدر يتناسب مع حجم الخطر الذي تتعرض له»!!

وقد صوت لمشروع القرار العربي كل من روسيا وفرنسا والصين وإسبانيا وأنغولا وتشيلي وباكستان والجزائر وبينين والبرازيل والفلبين.

وهكذا أظهرت الولايات المتحدة من جديد عداءها الشديد للعرب ولقضاياهم العادلة ووقفت إلى جانب إسرائيل المعتدية باستمرار على الشعب الفلسطيني وعلى البلدان العربية القريبة منها والبعيدة عنها.

 

وإذا كان الأمريكيون قد تساءلوا سابقاً: لماذا يكرهنا العرب، فليسألوا أنفسهم هذا السؤال لأن الجواب عندهم في أفعالهم وأقوالهم المعادية للقضايا العربية على طول الخط.

معلومات إضافية

العدد رقم:
231