مارسيلا فالنتي مارسيلا فالنتي

الأرجنتين، البرازيل، بوليفيا، اكوادور، باراغواي، أوروغواي، بيرو، تشيلي أمريكا الجنوبية، أقرب إلى الدولة الفلسطينية

تكشف سلسلة الاعترافات بالدولة الفلسطينية التي استهلتها البرازيل في ديسمبر الماضي وانضمت إليها حتى الآن أو تتأهب للحاق بها سبع دول أخرى في إقليم أمريكا الجنوبية، عن جانب جديد من التنسيق والتكامل في مجال السياسات الخارجية لدول هذه المنطقة.

فقد تبعت كل من الأرجنتين وبوليفيا والاكوادور خطا البرازيل في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن المنتظر أن تعلن تشيلي وباراغواي وأوروغواي انضمامها لهذا الاعتراف في أوائل الشهر الجاري، في حين وضعت بيرو أيضا هذا القرار على جدول أعمالها السياسية.

وكانت فنزويلا الدولة الرائدة في هذا المجال في المنطقة.

من الناحية النظرية، جاء هذا التوافق في مواقف دول أمريكا الجنوبية في مجال العلاقات الخارجية استجابة لطلب السلطة الوطنية الفلسطينية. ومع ذلك، ومن الناحية العملية، يبين مسار الاعترافات هذه أن هناك أيضاً أسبابا خاصة بهذه الدول.

فقد صرح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سان أندريس الخاصة، كاتشيك ديرغوسيان، أن «هذا يعد مؤشراً جيداً لعملية التكامل برؤية إستراتيجية للعلاقات الخارجية، أبعد من مجرد الرؤية الاقتصادية كما كان من قبل».

كما أن قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية «لا يتعارض مع القانون الدولي» لأنه مبني على قرارات الأمم المتحدة، ولا يهدف لتوليد صراعات مع دول أخرى، وفقا لديرغوسيان.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن هذا القرار يعتبر «مؤشراً إستراتيجياً وتوافقاً في الآراء في الساحة الدولية يريده اتحاد دول أمريكا الجنوبية الذي يضم 12 دولة يتكون منها الإقليم، بغض النظر عما تفعله الولايات المتحدة أو القوى الكبرى الأخرى».

وعلى الفور، انتقدت «إسرائيل» والولايات المتحدة قرار البرازيل، وقالت واشنطن إن هذا الاعتراف «سابق لأوانه»، فيما اعتبرته و«إسرائيل» أنه «تدخل ضار للغاية» بعملية السلام في الشرق الأوسط.

فما كان من الرئيس لولا الذي إنتهت رئاسته في أول يناير، إلا أن قال إن الولايات المتحدة تكن «الغيرة» من الدور الذي تلعبه البرازيل على الساحة الدولية، وشكك في التزام واشنطن بإيجاد حل سلمي للنزاع.

فعلق تولو فيجيفاني، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ولاية ساو باولو البرازيلية، مؤكدا أن قرار لولا «يستجيب لسياسة إقليمية لتعزيز التعددية». وأكد أن هذه كانت دائماً السمة المميزة للسياسة الخارجية التي اتبعها، وأن الرئيسة الجديدة ديلما روسيف ستحافظ على هذه العلامة المميزة.

(آي بي أس – مقتطفات)