«حفتر» ليبيا: أداة جديدة لمواجهة نهوض مصر؟

«حفتر» ليبيا: أداة جديدة لمواجهة نهوض مصر؟

يقود مجموعة من الفصائل المسلحة، وتدين أخرى بالولاء له، متعهداً بتطهير ليبيا من «الإخوان المسلمين»  والفصائل الإسلامية المتشددة، اللواء المتقاعد، خليفة بالقاسم حفتر، أعلن أنه ليس في صدد انقلابٍ عسكري، بل أنه يعبر عن إرادة الليبيين في وقف فوضى السلاح والفصائل المتصارعة.

هكذا أعلن الفتى الأمريكي المدلل وأحد أهم عملاء  المخابرات الأمريكية، منذ انشقاقه عن السلطة السابقة في عهد القذافي في ثمانييات القرن الماضي، فهل بالفعل يمكن إيقاف فوضى السلاح بليبيا بهذه الطريقة؟ أو ما يجري هناك يأتي بالتزامن مع الانتخابات في مصر، والتحولات الإيجابية التي تجري في كلٍّ من مصر والجزائر صوب تهدئة المنطقة وإيقاف الحروب.
انخفاض الوزن السياسي لـ «الإخوان المسلمين» في المنطقة، بعد الاطاحة بهم في أكثر من مكان، دفع القوى المحتلة بالتفكير جدياً بتنظيم التراجع، بحيث لا يحدث حسم لإحدى القوى يؤدي بالنهاية إلى هدوء الأوضاع، ﻷن المطلوب غربياً أدامة الاشتباك. لذلك يبدو أنها دفعت باللواء بمثل هذا الوقت، لتخفيض وزن الإسلاميين المرتبطين بتنظيم «القاعدة»، حيث تبين أحداث الأسبوع الماضي صداماً كبيراً بين قوات حفتر و«القاعدة أنصار الشريعة» في بنغازي، أدت إلى مقتل العشرات. ولم يتجاوز استهداف «الإخوان» سوى اقتحام المقر الوطني الليبي العام، وخطف عدد من البرلمانين المحسوبين على التنظيم.
منذ التدخل الغربي في ليبيا، ضربت وحطمت الدولة الليبية، لتكون ليبيا خاصرة ضعيفة للإقليم من خلال الفوضى المنتشرة فيها، ولاستمرار الصراع يجب تغير خريطة المتقاتلين ﻷن أي صراع بين أية قوى سينتهي بالحسم أو التوافق، لذا تخشى الإدارة الأمريكية من حدوث شيء خارج عن السيطرة فتوجه حفتر بطريقة، تبدو أنها محقة، نحو تصعيد الأمور والدخول بحرب مع باقي الفصائل.
لا يروق للأمريكان النجاح الذي تحققه مصر، والتقدم بالعملية السياسية وبخريطة التوافقات الناتجة عن الحراك الشعبي بمصر. وترى أنه فيما لو نجحت الانتخابات بإيصال رئيس غير قابل للتطويع، قد تُمَس العلاقات المصرية- الأمريكية، ومن الممكن أن يدخل البلدان في توتر دائم حينها.
لذلك، فالمطلوب أمريكياً هو حدود مضطربة، وإرهاب مصدَّر. بما يفتح لهم مجالاً أكبر للضغط على المصريين مستقبلاً. من جانبها، نفت مصر أي علاقة لها بما يجري بليبيا، بعد اتهامات «إخوانيةـ قطرية- ليبية» لها بالتدخل بالشأن الليبي. ويبدو الموقف المصري صحيحاً، حيث دعت الخارجية المصرية القوى السياسية كافة لإجراء حوار وطني بعيداً عن العنف.
200 جندي وأربع طائرات انتقلوا من إسبانيا إلى صقيلة، بدعوة الجهوزية لإخلاء السفارة الأمريكية في حال حدث تطور ما. ويأخذ التأهب الأمريكي شكل التدخل الأجنبي هذه المرة، ولربما سيكون هدف التدخل تثبيت وضع ما على الأرض، واستعداداً لحصول أشياء غير متوقعة.