تسع وزيرات لاستئصال البؤس في البرازيل «وجه الفقر المدقع هو امرأة سوداء وربة أسرة»

تسع وزيرات لاستئصال البؤس في البرازيل «وجه الفقر المدقع هو امرأة سوداء وربة أسرة»

أثبتت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف منذ بداية مهامها في أول يناير، أن البعد النسائي هو السمة المميزة في حكومتها في نطاق التزامها باستئصال الفقر المدقع، وذلك بتعيين تسع وزيرات للمرة الأولى في تاريخ هذا العملاق الأمريكي اللاتيني الذي يحتل الآن المرتبة الثامنة على قائمة الدول المتقدمة في العالم.

ففي مؤشر قوي على عزمها على مواصلة السياسات التي اتبعها سلفها الرئيس لويز ايناسيو لولا دا سيلفا على مدى السنوات الثماني الماضية، أعلنت روسيف أن هدفها الاجتماعي الرئيسي هو القضاء على الفقر المدقع.

لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب تبني منظور النوع أو المساواة بين المرأة والرجل، حيث يعتبر الفقر واحداً من كبرى القضايا التي تمس النساء بصورة خاصة ونضالهن للتغلب على انعدام المساواة في البرازيل.

في هذا الصدد أفادت هيلديتي بيريرا، الأستاذة بجامعة «فلوميننسي» الحكومية، والباحثة في علم الاقتصاد وقضايا المساواة بين الجنسين، أن «المرأة تتولى عادة شؤون العائلات الأكثر فقرا والتي تضم أطفالاً دون سن 10 سنوات».

مارير أوسافا

وشرحت أن هذا الواقع يرجع لبضعة عوامل، من بينها أن المرأة تتلقى أجوراً أدنى من الرجال في وظائف مماثلة وتحوز قدراً أقل من الممتلكات والميراث، وهو الوضع الذي يتفاقم في حالة انفصال الزوجين لأنها هي عادة من تتحمل المسؤولية عن الأطفال.

فبقدر أقل من الدخل وأكبر من المسؤوليات والحواجز الإضافية في الحصول على فرص العمل، عادة ما تقع هذه الأمهات ضحية الفقر والبؤس. ومن ثم يسوف يتطلب برنامج القضاء على الفقر المدقع، الذي يبدأ تنفيذه في مارس المقبل، تمكين النساء المستفيدات وتوفير عدد كبير من مراكز حضانة الأطفال، وفقا للخبيرة الاقتصادية.

وأجمع الخبراء على أن القدرة على الحد من الفقر في هذه الشريحة من المجتمع ستكون محدودة للغاية إذا لم يتم تهيئة الظروف المناسبة لتلك النساء وتتاح لهن فرص أفضل في سوق العمل والدخل، علماً بأن عدد البرازيليين الذين يقاسون من الفقر المدقع قد انخفض من 32.4 مليون إلى 15.8 مليون بين عامي 1993 و 2008.

ولكن بقياس عدد الأسر التي تعولها نساء فقد انخفض بمعدل 300.000 ألف فرد فقط من أصل 5.5 مليون شخص عانوا من هذا الوضع في بداية الفترة المذكورة، وفقاً لمعلومات معهد دراسات العمل والمجتمع المبنية على بيانات وكالة الإحصاءات الرسمية.

ويزداد هذا الوضع تدهورا في أكبر 10 مدن برازيلية، حيث ارتفع عدد الأسر المعوزة التي ترأسها النساء من 1.6 إلى 1.8 في فترة 15 عاماً التي شملتها الدراسات.

«وجه الفقر المدقع هو امرأة سوداء وربة أسرة»، وفقا للخبيرة بيريرا التي أضافت أن التمييز العنصري يساهم، في هذه الفئة من الأهالي، في إلغاء الآثار الايجابية للنمو الاقتصادي وخلق الملايين من فرص العمل وسياسات نقل الدخل التي اتسمت بها السنوات الثماني من حكومة الرئيس لولا اليسارية.

وتعهدت الرئيسة روسيف، التي تنتمي إلى حزب لولا «حزب العمل»، في حملتها الانتخابية بإنشاء 6000 مركز لحضانة الأطفال ورعايتهم. لكن هذا العدد يعتبر مثيراً للسخرية في هذه البلاد التي تأوي 191 مليون نسمة. ومع ذلك فيعد خطوة هامة نظراً إلى أن مسؤولية هذا النوع من الرعاية تدخل في اختصاص السلطات المحلية أساساً، وهي التي تفتقر إلى الموارد المالية الضرورية.

وتعتزم حكومة روسيف تحفيز السلطات المحلية لتتولى مسؤولياتها في هذا الصدد. وعهدت بهذا الدور إلى وزيرة التنمية الاجتماعية ومكافحة الجوع تيريزا كامبييو، ووكيلتها آنا فونسيكا، المعروفتين بالخبرة الطويلة في تصميم وتنسيق البرامج الاجتماعية مثل «بولسا فاميليا» (صندوق المنح العائلية) التي يستفيد منها 12.8 مليون أسرة فقيرة.

• نشرة (آي بي إس)