الزبداني.. استمرار المعاناة والإهمال

الزبداني.. استمرار المعاناة والإهمال

منذ ثلاث سنوات، بعد اتفاق خروج المسلحين منها، عاد ما تبقى من أهالي الزبداني، الذين نزحوا إلى المناطق الآمنة المجاورة، إلى أحيائهم وبيوتهم التي أكلت جدرانها الحرب، معلقين: «منعيش بخيمة بس المهم نرجع ع حارتنا»، فقاموا بترميم بيوتهم، مع العلم أن تكاليف البناء تعد ثقيلة على السكان الذين عاشوا ثماني سنوات متحملين تكاليف الإيجار ونفقات أخرى دون مردود مادي بسبب فقدان أغلب الناس لعملها الأصلي.

كل هذه الأعباء تحملها السكان تلقائياً، لكن ما زاد الطين بلة هو دور بلدية الزبداني شبه المعدوم. ففي المرحلة الأولى من عودة الأهالي إلى البلدة تلقوا العديد من الوعود، والتي استعملت كحقن مخدِّرة للأهالي، لكن الآن وبعد مرور ثلاث سنوات أصبح الإهمال التي تتعرض له المدينة واضحاً للجميع، والتقصير الخدمي بات مستفزاً.

خدمات متردية وبنية تحتية متهالكة

بحسب الأهالي، فإن الشوارع، وبعد الدمار الذي تعرضت له، أصبحت خارج الخدمة، ولا تصلح حتى لسير «الماشية».
أما شبكات الصرف الصحي فتم إصلاح ٥٠% منها، أي في المناطق الرئيسة في المدينة. إذ علق أحد السكان: «صلّحوهن رفع عتب». أما باقي الأحياء فنستطيع رؤية أثار شبكات الصرف الصحي المتضررة على الطرقات بوضوح.
وغير هذا كله الأنقاض التي بقيت على ما هي عليه، فكمية الركام الموجودة في الزبداني تتخطى الـ ٦٠% لم يتم ترحيلها بعد هذه الفترة الطويلة من عودة الأمان إلى الزبداني.
لم تنتهِ المعاناة عند هذا الحد، إذ إن الكهرباء تقطع دون تقنين رسمي بسبب ضعف المحولات، مع العلم أن عدد السكان قد تضاءل إلى النصف، أي إن استهلاك الكهرباء أصبح أقل بكثير مقارنة بالاستهلاك الطبيعي. أما شتاءً فتمر أيام دون رؤية الكهرباء، علماً أن ٩٠% من الشوارع غير منارة، عدا المدخل الرئيس للمدينة. فهو مزود بأعمدة كهرباء وطاقة شمسية، أما باقي الأحياء فقد تمت إنارتها من قبل سكان كل حي.
في سياق الحديث أيضاً، الزبداني فقدت منذ ٩ سنوات إثر الحرب لمقسم الهاتف والبريد، أي إن المدينة لا تملك خطوط هاتف أرضي إلى الآن.

مسؤولية البلدية والمحافظة

هنا يُحمّل الأهالي المسؤولية إلى مجلس بلدية الزبداني، ومحافظة ريف دمشق، فهذه المشاكل أصبحت فوق قدرة تحمل الأهالي، ورغم كل الشكاوى والمطالبات للبلدية لم تحرِّك ساكناً ولم تقم بعمل جدي، فهي غافلة تماماً عما يعاني منه الناس، ومهملة بشكل يثير الشك، ومثال إضافي على ذلك حادثة الحريق الذي نشب في سهل الزبداني، فقد التهم الحريق محاصيل الناس، وكبدهم خسائر فادحة، وبقي لساعات عديدة، وشهد ذلك تقصيراً لسيارات الإطفاء، حيث قام الأهالي، بمساعدة أهالي المناطق المجاورة، بإخماد الحريق الذي كاد أن يمتد إلى المدينة.
والسؤال على ألسنة الأهالي: إلى متى ستظل هذه المشاكل دون حل؟ ومن المسؤول؟.

معلومات إضافية

العدد رقم:
937
آخر تعديل على الإثنين, 28 تشرين1/أكتوير 2019 13:44