عبد العزيز حسين عبد العزيز حسين

قرية الحويز.. وأنفلونزا الحفر الفنية!

تتعدد الابتكارات (الوطنية) اللافتة، والمظاهر الشديدة الخصوصية ذات الهوية السورية المحضة.. وقد حفلت صفحات قاسيون بالعديد منها.. وإليكم المزيد:

الكثير من البلديات التي من المفترض بها تقديم الخدمات للمواطنين وتنظيم شؤونهم، أصبحت وظيفتها تنحصر في ضبط وتنظيم المخالفات، والقيام بالجباية فقط.. ويتناسى من يتربع على كرسي رئاستها مبرر إحداث هذه التقسيمات الإدارية المحلية، ألا وهو تقديم الخدمات للناس وتسيير شؤونهم.. ومن هذه البلديات على سبيل المثال لا الحصر، بلدية الحويز التابعة لمدينة السقيلبية والواقعة على بعد 15 كم منها في الجهة الشرقية من حوض الغاب.. ففي هذه القرية ما يزال رئيس البلدية هو نفسه منذ عام 1991، علماً أنه لم يقدم أية خدمة تذكر للأهالي تبرر بقاءه في منصبه هذا الزمن الطويل.. فالقرية لا طرقات فيها تؤمن الذهاب والإياب منها وإليها، وما هو موجود منها تم إنشاؤه قبل إحداث البلدية، وهو معبد بالحفر. أما الصرف الصحي فهو أشبه بالحلم البعيد، والحفر الفنية للتصريف ملأت أطراف المنازل، والروائح الكريهة تنبعث منها فتملأ الأرجاء تلوثاً.. وما تزال البلدية تعتمد عند الطوارئ صهريج شفط القاذورات الذي غالباً ما يكون معطلاً، الأمر الذي يفاقم المشكلة ويجعلها عصية عن الحل، ويصيب الناس باليأس، حتى أن بعض الأهالي راحوا يتندرون بأسى على أوضاعهم المزرية مؤكدين أنهم سيصابون قريباً عن بكرة أبيهم بـ«أنفلونزا الحفر الفنية».
وإذا ما سأل أحد أبناء القرية عن مصير مشروع الصرف الصحي المزمع تنفيذه، فالحجة والذريعة لتأخر التنفيذ حاضرة، وهي انخفاض منسوب أرض القرية، وبالطبع فإن هذا العذر غير مقبول، وكل مشكلة لها حل.
فقرية الحويز مؤلفة من ثلاث حارات وهي: الحويز القبلي والحويز الشمالي والحارة الغربية، والمنخفض منها هو الحارة الغربية فقط، فما المانع من تجزئة المشروع على مرحلتين أو ثلاث مراحل، مع ابتكار حلول للمنطقة المنخفضة، مع التذكير أن من يريد العمل يفكر بإيجاد الحلول وليس بتقديم الأعذار!
القضية برسم محافظ حماة للاطلاع وإجراء ما يلزم على جناح السرعة.. فإلى متى على القرية أن تبقى خارج التاريخ؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
412