يامن طوبر يامن طوبر

واقع الطرق في ريف حماة المهمل

احتفلت العديد من دول العالم منذ سنوات بمرور أكثر من نصف قرن على خلو شوارعها من إشارات المرور، فهل نحتفل – في سورية-  بإقامة أول  إشارة ضوئية، أو عاكسة فسفورية، أو حتى لوحة تنبيه في قرى وبلدات الغاب تدل على وجود مطب أو منعطف على هذا الطريق أو ذاك؟ وهل نحظى بتوجيه متكامل يتضمن تسوية الحفر والشقوق والمحدبات الصناعية في شوارع ريفنا المهمل؟

إن الكثير من الحفر والمحدبات المنتشرة في طرقات الغاب كانت سبباً بموت العديد من المواطنين، وبخاصة في فصل الصيف حيث يتضاعف نشاط  المواطنين، وطالما وقعت الحوادث المؤلمة التي أودت بحياة العديد من سكان المنطقة، وليس آخرها الحادث المؤسف الذي وقع على طريق قلعة المضيق - كفرنبودة المؤدي إلى خان شيخون، إذ توجد على هذه الطريق حفرة عمرها عدة أعوام تسببت بحوادث سير راح ضحيتها عدد من المواطنين، آخرهم فتاتان من آل درويش جرح معهما أربعة أشخاص من العائلة نفسها وهم في حالة خطرة، فعلى بعد أربعة كيلو مترات من بداية الطريق باتجاه بلدة كفر نبودة، وعلى منعطف خطر بجانب بئر «القدور»، تباغت حفرة الموت هذه التي تقع على منعطف أخفته بعض التعديلات، السائقين على غفلة منهم، فتؤدي لوقوع حوادث قاتلة..
والسؤال المطروح: كم يكلف إصلاح مثل هذه الحفرة؟
وليس طريق قلعة المضيق - جسر الشغور الذي يخترق المدينة بأفضل حالاً، ففيه الكثير من الحفر المشابهة، وما هو موجود في هذا المكان أو ذاك موجود في معظم الشوارع الريفية التابعة لمحافظة حماة.
وما يلفت النظر أن معظم فتحات تصريف مياه الأمطار أو الصرف الصحي بالإضافة لغرف تفتيش شبكات مياه الشرب المتوضعة في الطرقات العامة، أصبحت تشكل مهاوي خطيرة، يرتفع بعضها إلى أعلى من مستوى الطريق وينخفض بعضها الآخر إلى أدنى من مستواه بأكثر من ثلاثين سنتيمتراً، وبالتالي فمن المؤكد أن هذا الوضع الشاذ سيؤدي إلى العديد من المشكلات الطرقية وحوادث السير، يساهم في زيادتها انعدام جسور المشاة أو الأنفاق، حيث يستعاض عن غيابها بالمحدبات الصناعية الإسفلتية، ومشكلات الطرق في حماة وسهل الغاب أكثر من أن تحصى أو تعد.
وببساطة إن معظم الطرق في الأرياف تفتقر لأدنى مقومات السلامة والأمان، ومعالجة مشكلاتها لا تساوي مقدار «هبشة» بسيطة ومستعجلة مما ينهبه هذا أو ذاك من الفاسدين، فما هي قيمة قسطل بيتوني ومترين من الإسفلت؟؟ إنها إجراءات بسيطة، ولكنها تدرأ الكثير من الآلام والمصائب، فهل من حملة طرقية تخفف من الآم المواطنين وتشعرهم بأنهم مازالوا على أجندة المسؤولين في محافظة حماة؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
412