د.جمال عبدو د.جمال عبدو

نحن بحاجة إلى إجراءات استثنائية

السيد رئيس مجلس الشعب

السادة الزملاء

 

أثناء مناقشة البيان الوزاري للحكومة الحالية أكدت أنها من أولى مهامها هدف المصالحة الوطنية وذكرت حينها أن المصالحة الوطنية تبدأ بخطوات واضحة وجريئة وجدية للوصول إلى الحوار الوطني الشامل من الإفراج عنمعتقلي الرأي وحل مشكلة المهجرين والمفقودين ومحاسبة المسؤولين عن نزيف الدم السوري وتعويض المتضررين وها قد مر ما يقارب الثلاثة أشهر ولا خطوة واحدة جدية من هذا الاتجاه فإزداد الشرخ في المجتمع وإزداد العنفوسفك الدماء السورية وانتشر الدمار واستفحلت مسألة التهجير الداخلي والخارجي.

الوطن ينزف يومياً والوقت غال وغال جداً ونحن بحاجة إلى حلول سريعة وإجراءات استثنائية صادقة تعيد ثقة الشعب بالحكومة ولن يكون ذلك إلا بالذهاب إلى الحل السياسيالمترافق بالحلول الأمنية ضد الجماعات التي ترفضالحوار وترفض إسقاط السلاح كالقاعدة والتفكيريين والجهاديين ومن سلم أوراق اعتماده للخارج.

أما الاقتصار على الحل العسكري الأحادي الجانب والاستمرار في أوهام الحسم يخلق البيئة المناسبة بزيادة نفوذ هذه الجماعات باعتقادنا إن القوى المعيقة للمصالحة وللحوار متواجدة ليس فقط في صفوف المعارضة المسلحةوالمرتبطة بالخارج بل هو موجود في النظام أيضاً ممثلة بقوى الفساد الكبرى، وهم بوابات العبور للتدخل الخارجي ومسؤولة عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد التي خلقت الأرضية الحقيقية للحراك فيسورية.

هناك من يستهين بالمخاطر الحقيقية على بلدنا للأزمة التي نعيشها منذ عام ونصف ويدعي أن «سورية بخير» لقد مل الشعب السوري من هذا الخطاب التقليدي المرير على جميع الأصعدة ومنها بشكل خاص على الصعيدالاقتصادي الذي عانى ما عاناه من الفساد الذي يستحوذ على %30 من الاقتصاد السوري قبل الأزمة وربما تفاقم وبعد الأزمة مع التدمير الشامل نريد أن ندق ناقوس الخطر لمن بيده مقاليد الأمور، ولمن يعين الحلول ويبحث عنكبش فداء يحمل نتائج سياساته وفساده فوجدوا في تصريح النائب الاقتصادي عن المصير القائم للوضع الاقتصادي للهجوم فهل هكذا حلت مشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

زملائي حلب الشهباء المنكوبة بالمسلحين والتفجيرات الإرهابية والحصار الجائر والقصف العشوائي والنزوح والدمار على أبواب كارثة إنسانية بكل المقاييس نتيجة العنف والعنف المضاد، وعدم وجود أفق واضح ومشروعللخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه حلب... تدمرت البيوت ــ تهجر سكانها، حرقت المعامل، توقفت المصانع، هربت رؤوس الأموال، فقد الأمن والأمان من قتل واختطاف واعتقال وغيرها.

الكهرباء تنقظع أحياناً أياماً ــ المازوت بـ /80/ ل.س جرة الغاز بـ «2000» ل.س تقريباً البنزين بـ 120 ل.س المواد الغذائية غالية الثمن، لا يوجد عمل... لا يوجد دخل مال العمل؟

نحن نعيد نفس الكلام والخطابات عن المصالحة (والقول لا يقترن بالأفعال).

أما دعوة السوريين إلى مصر الإخوان وإلى القاهرة للاجتماع بالمصالحة والمصارحة وتحت غطاء دولي مع الإشارة إلى رفض التدخل الدولي، كيف يستقيم هذا؟ هذا الطرح متناقض وأعتقد جازماً |أنه غير بريء!

نقطة أخيرة أقف عند موضوعة التدخل الخارجي هناك لغط كثير وخاصة في الإعلام وفي المجتمع عن التدخل الإيراني أو تدخل حزب الله في الشأن السوري أجزم أن مصيري هذا اللغط يهدفون فيما يهدفون إلى حرف الأنظار عنالعدو التاريخي لشعبنا وللشعوب كافة من الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية والغربية والرجعية العربية حيث أنهم لا يتفوهون ببنت شفة عن التدخل القطري السعودي الأمريكي... التركي وإرسالهم المال والإرهابيين وإعاقتهمأيضاً كل الحلول السلمية من مهة كوفي عنان إلى وثيقة جنيف وحالياً الأخضر الإبراهيمي.

أما تركيا فأود الإشارة والإدانة بشكل خاص للتصعيد والاستفزازات المتكررة وليس عملية القرصنة الجوية الأخيرة إلا خطوة في سياسات الحكام الأتراك الحاليين، هذه السياسات التي يرفضها ويستهجنها الشعب التركي الجار قبلأي أحد آخر.

نعم سورية ستخرج من أزمتها عاجلاً أم آجلاً.

فليكن عاجلاً كي لا نصل إلى مرحلة أن العملية نجحت لكن المريض قد مات نريد ولادة جديدة لسورية خالية من الفساد ومن الفوضى ومن الإرهابيين سورية دولة تعددية ديمقراطية سيدة حرة ونموذجاً للعدالة الاجتماعية فيالمنطقة والعالم.

ألقيت المداخلة في جلسة المجلس 25102012