من يتحمّل المسؤولية عن تعقيدات وصول الوقود إلى حماة؟!

من يتحمّل المسؤولية عن تعقيدات وصول الوقود إلى حماة؟!

يقول أصحاب كازيات في محافظة حماة وريفها إن سائقي الصهاريج التي تزودهم بمختلف أنواع الوقود باتوا مع ازدياد توتر الأوضاع في المحافظة يطلبون «رشاوى» مقابل ما يوصلونه من مازوت وبنزين، وأوضحوا لـ«قاسيون» أن معظم السائقين، ما لم يكن جميعهم، يطلبون إضافة ليرة سورية واحدة إلى سعر كل ليتر من المازوت، 

وذلك بذريعة أنهم يعانون الأمرين على الطرق الواصلة بين مراكز التوزيع المعتمدة من مديرية سادكوب وبين الكازيات المتناثرة في المحافظة والريف، ووفقاً للسائقين فإن الطرق الواصلة بين أجزاء المحافظة أصبحت «شديدة الخطر» على السائق والحمولة، فالمسلحون ينتظرونهم على المفارق أو في عرض الطريق، وكثيراً ما تعرضت حمولات الوقود للسرقة على أيدي هؤلاء، وإلى الآن لم تستطع أجهزة الدولة المختصة بسط سيطرتها على هذه الطرق أو التخلص من ظاهرة المسلحين قطاع الطرق هناك.

وبطبيعة الحال، يمكن النظر إلى وضع السائقين بعين الرأفة، فهم حقّاً يعيشون معاناة كبيرة لإيصال حمولاتهم، وهم بكل تأكيد لا يستهدفون بطلبهم الليرة الزائدة تحقيق ربح غير شريف، وإنما هم يحاولون تعويض خسائرهم التي فاقت أضعافاً حتى الآن خسائر أصحاب الكازيات، إذ أن السائق منهم قد يمضي 48 ساعة على الطريق بدل 8 ساعات كحد أقصى كان يمضيها قبل تحول ظاهرة التشليح إلى واقع خلال الشهور الماضية، ولكن يمكن القول إن الجهة التي تدفع هذه الليرة الزائدة يجب ألاّ تكون أصحاب الكازيات، بقدر ما يجب أن تكون الدولة باعتبارها المقصّرة بتأمين طريق الشحن للسائقين وسياراتهم.. وبالتالي فإن كلا الطرفين (أصحاب الكازيات، وسائقي الصهاريج) يتعرضان للغبن، وربما لأكثر من ذلك إذا نظرنا بعين التجرد لواقع مهنة سائق الشحن في هذه الظروف!.

وقد علمت «قاسيون» من مصادر مطلعة أن حوادث التشليح في محافظة حماة وريفها ارتفعت مؤخراً، ولاسيما فيما يخص سيارات شحن الوقود، وسجل مؤخراً تشليح صهريج على طريق قرية «كفربهم» وآخر على طريق «تومين»، ناهيك عن حوادث أخرى بأطراف أخرى من حماة، وثلاثة صهاريج تم تشليحها على طريق «تلبيسة».

ونتيجة هذه التعقيدات المتزايدة، قام سائقو الصهاريج بإعلان إضرابهم عن العمل تضامناً مع زملائهم الذين تم قتلهم أو نهبهم على أيدي المسلحين، وها هم اليوم يطالبون- ومن ورائهم أصحاب الكازيات، والمواطنون المتضررون من نقص الوقود- بضمان حماية الطريق، بما يؤمن متابعتهم لعملهم الضروري والهام في إيصال أحمالهم إلى المناطق البعيدة عن الخدمات بسلام ودون التعرض لأخطار الطريق، من جهة، ومنح هامش تعويض ليرتين مقابل كل ليتر مازوت ينقله السائقون من منافذ شركة محروقات إلى الكازيات الخاصة من جهة ثانية.

وبالطبع، لابد من إيجاد حل سريع للقضية لأنها باتت تعيق حياة آلاف المواطنين المتوزعين على قرى الريف في حماة، وتهدد حياة العشرات من سائقي الصهاريج، كما تهدد بإخراج مئات العائلات من دائرة العمل إلى البطالة، وهذا لابد أنه سيزيد من أعداد المسلحين بدل تخفيضها!!.