«Yes We Can» استغلال مشاعركم!
نشطت على هامش المباريات التي يخوضها المنتخب الكثير من دعايات الترويج وممرات العبور للمستغلين
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

«Yes We Can» استغلال مشاعركم!

لن يفوّت العقل الرأسمالي المكون بتلافيفه على مقولة أن كل شيء قابل للتسليع وتحقيق الأرباح، أية فرصة من أجل تحقيق المزيد منها، بما في ذلك استثمار واستغلال المناسبات والعواطف والمشاعر، أفراحاً أو أتراحاً.

آخر تقليعات الاستغلال استثماراً لمشاعر الجمهور السوري المشجع للمنتخب الوطني لكرة القدم، هو ما ظهر على أنه إعلان عن بيع «كنزات» طبع عليها شعار المنتخب، وذلك لساعات محدودة، في بعض المحلات «الراقية» ذات سوية عشرات النجوم، وبمبلغ 2500 ليرة للكنزة فقط لا غير.
مما لا شك فيه أن تشجيع المنتخب الوطني من أجل خوض مبارياته وتحقيق الفوز بها أمر هام وضروري، وهو بالشكل العام له طابعه العفوي، كونه مرتبط بمشاعر جمهور المشجعين المتحمسين لتحقيق الفوز، وخاصة بظرفنا الراهن.
ومع عدم إغفال الاستثمار السياسي على الطرف المقابل، والذي نشطت فيه الكثير من الأطراف تشجيعاً أو تبخيساً للمنتخب، في حملات وعبارات تحريضية «تخوينية» من قبل هذه الأطراف، بغايات لا يمكن اعتبارها إلا بخدمة المزيد من التشظي والانقسام الوطني، يأساً وبؤساً!
فقد نشطت على هامش المباريات التي يخوضها المنتخب الكثير من دعايات الترويج، وممرات العبور للمستغلين من أجل تحقيق الأرباح استثماراً لمشاعر الجمهور المتحمس، اعتباراً من «الكافيهات»، مروراً بشركات الاتصالات، وليس انتهاءً «بالكنزات»، التقليعة الأخيرة في سوق الرهانات من أجل المزيد من الأرباح في جيوب البعض.
الكنزة حسب الصورة المرفقة بالإعلان: قطنية بيضاء، طبع بأعلاها عبارة «Yes We Can» مع صورة للنسر، وعبارة «شجع نسور قاسيون» والعلم الوطني بألوانه الزاهية.
حملة الترويج التي قيل أنها من أجل تشجيع المنتخب، لم تكن إلا من أجل الترويج لزيادة أرباح القائمين على استثمار عواطف مشجعي المنتخب واستغلالهم، تحت شعار «توحيد لباس المشجعين»، من أجل زيادة مبيعات تلك الكنزات بهذا السعر المرتفع.
وعبارة «Yes We Can» التي رُوجت من أجل تشجيع المنتخب، لعل ترجمتها العملية من قبل هؤلاء المستغلين: «نعم نستطيع استغلالكم» أو «نعم نستطيع سرقتكم في وضح النهار» أو «نعم نستطيع استثمار مشاعركم»، وكل ذلك من أجل تحقيق المزيد من الأرباح في جيوب هؤلاء.
ولم لا بظل هذا النمط من الفلتان، حيث لا رقابة ولا من يحزنون على مثل هذه الأنشطة، التي يتم تغليفها بالطابع الوطني مع الأسف!
أحد المعلقين على واحدة من صفحات التواصل الاجتماعي قال: «فكرنا ببلاش... قال بـ2500 قال... وفقط كمان! أي معلش فيك تشجع المنتخب من دون هالكنزة... لو حابين المنتخب كانوا وزعوا ببلاش».

آخر تعديل على الإثنين, 09 تشرين1/أكتوير 2017 15:47