فوكوياما يعيدها «كمَهزَلة» معترفاً بـ«نهاية نهاية التاريخ»

فوكوياما يعيدها «كمَهزَلة» معترفاً بـ«نهاية نهاية التاريخ»

نشرت صحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية صباح الجمعة 4 شباط 2022 مقالاً جديداً لصاحب تعبير «نهاية التاريخ» الشهير فرانسيس فوكوياما، بعنوان «حرب بوتين على النظام الليبرالي»، يعلّق فيها على ما يجري من منعطف تاريخي عالمي يتمثل ويتكثّف بالأحداث في أوكرانيا، وبالطبع من وجهة نظر الليبرالي الذي يبكي هذه المرة على «نهاية نهاية التاريخ» وينعى تلك الرَّمشَة القصيرة لجفن التاريخ والتي لم تَدُم طويلاً بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، والتي سبق أنْ جرى «الاحتفال» بها على أنها «نهاية التاريخ» بمعنى السيطرة الأبدية للرأسمالية والأحادية القطبية الأمريكية. ورغم هذه الاعترافات لكن فوكوياما بالطبع، وكما لا يمكن أن نتوقّع منه غير ذلك، يُرصِّع مقالَه بالدعاية الحربية الغربية والأكاذيب حول طبيعة ما يجري في أوكرانيا، والتمجيد بشخص زيلينسكي الدُّمية الأمريكية مع صمتٍ متواطئ تجاه النازية الجديدة المدعومة غربياً، إضافة إلى اجترار الأكاذيب التقليدية حول «تناقض» مزعوم بين النيوليبرالية والاستبداد، ولا سيّما بأنه يذكر سورية من بين مجموعة دول في سياق يحاول فيه فوكوياما - وحتى في تناقض مع مقاطع أخرى من مقاله نفسه - الإيحاءَ وكأنّها بلدٌ «خارج الطوق» الليبرالي بل وكأنَّ نظامَها «يقاوِم النيوليبرالية» وليس يسرّع من تقويض البلاد في مطحنتها، في تعميةٍ يائسة من فوكوياما على حقيقة أنّ النيوليبرالية التي يمجّدها كانت وما زالت توأماً ملازماً لقمع الحريات الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والسياسية. فيما يلي تعليق على أبرز ما جاء في مقالة فوكوياما الجديدة.

 

يفتتح فوكوياما مقالَه بالقول: «يُنظر إلى الغزو الروسي المروِّع لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط على أنه نقطةُ تحوُّل حاسمة في تاريخ العالم. لقد قال كثيرون إنها تشير بشكل قاطع إلى نهاية حقبة ما بعد الحرب الباردة، وتَرَاجُع (أوروبا كاملة وحرة) التي اعتقدنا أنها ظهرت بعد عام 1991، أو في الواقع، نهاية نهاية التاريخ».

ورغم «الشخصنة» التقليدية التي أحبّ فوكوياما اقتباسها عن أحد القائلين بأننا «نعيش جميعاً في عالم فلاديمير بوتين الآن» على حد تعبيره، والتي يحبّ الكَتَبة البرجوازيون عادةً استعمالَها لتخفيف وطأة المغزى التاريخي العالمي العام للأحداث، لا يفوت فوكوياما الانتباه محقّاً إلى أنه «ليس هناك شكّ في أنّ الهجوم الروسي له تداعيات تتجاوز حدود أوكرانيا».

ويتابع فوكوياما محاولاً ترجيح بل وتحتيم الحصول على «النتائج» المرغوبة غربياً وأمريكياً، فيقول: «على الرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة كيف ستتطور هذه الحرب، فمن الواضح بالفعل أنّ بوتين لن يكون قادراً على تحقيق أهدافه القصوى، وتوقُّعِ نصرٍ سريع وسهل، وأنْ يعاملَه الأوكرانيّون كمُحرِّر». ثم يتابع فوكوياما في تساوقٍ واضح مع الدعاية الحربية والإعلامية الغربية الحالية التي تبدو شديدة التوتر والذعر لدرجة أنها تُسكِتُ بشكلٍ هستيريّ أية رواية أخرى ولو تطلَّب الأمر الدوسَ على آخر أوهام «الديمقراطية» و«حرية الإعلام» كما شهدنا من خلال حظر الإعلام الروسي وملاحقته كما تلاحق «الساحرات» في العصور الوسطى – فيقول فوكوياما: «لقد أثار بوتين بدلاً من ذلك عشّ الدبابير الغاضب، حيث أظهر الأوكرانيون من جميع الأطياف درجةً غير مسبوقة من المثابرة والوحدة الوطنية. حتى لو استولى بوتين على كييف وعزل الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فلن يتمكن على المدى الطويل من إخضاع دولة غاضبة يزيد عدد سكانها عن 40 مليوناً بالقوة العسكرية». ويتابع فوكوياما في تعبير عن قلقٍ وجودي وإنكارٍ فرويديّ كاشفٍ عن الضعف والتفكك الغربي: «وسيواجه عالماً ديمقراطياً وحلف الناتو موحَّداً ومعبَّأً كما لم يحدث من قبل، الأمر الذي فرض عقوبات مكلفة على الاقتصاد الروسي».

وفي محاولة بائسة من فوكوياما للإصرار على الصورة الزائفة لـ«ليبرالية مسالمة» وليست «متوحّشة» يتابع فيكتب: «تسعى الليبرالية للسيطرة على العنف من خلال خفض آفاق السياسة. إنها تدرك أنَّ الناس لن يتّفقوا على أهم الأشياء».

لكن فوكوياما مع ذلك يضطر إلى الاعتراف بأنّ «نهاية تاريخه» الليبرالية لها نهاية أيضاً، مؤكداً دون قصد ولا تسمية على قانون نفي النفي الديالكتيكي، فيتابع: «في الوقت نفسه، أظهرت الأزمة الحالية أننا لا نستطيع أن نأخذ النظام العالمي الليبرالي الحالي كأمرٍ مسلَّم به. إنه شيءٌ يجب أن نكافح من أجله باستمرار، وسيختفي بمجرّد أنْ نخفّف من حذرنا. المشكلات التي تواجه المجتمعات الليبرالية اليوم لم تبدأ ولم تنتهِ مع بوتين، وسنواجه تحدّيات خطيرة للغاية حتى لو كان في وضع حرج في أوكرانيا. تعرّضت الليبرالية للهجوم منذ بعض الوقت، من اليمين واليسار. تشير فريدوم هاوس في استطلاعها (الحرية في العالم) لعام 2022 إلى أن الحرية العالمية قد تراجعت في المجمل الآن لمدة 16 عاماً على التوالي. لقد تراجعت ليس فقط بسبب صعود القوى الاستبدادية مثل روسيا والصين، ولكن أيضاً بسبب التحوُّل نحو الشعبوية والليبرالية والقومية داخل السديمقراطيات الليبرالية القديمة مثل الولايات المتحدة والهند».

بعد ذلك يسهب فوكوياما في استعراض تقليدي لتاريخ «الليبرالية» و«الليبرالية الجديدة» ولا ينكر أنها تطوّرت إلى «شيء غير ليبرالي» وفق تعبيره فيكتب:

«لكن الليبرالية الكلاسيكية أعيد تفسيرُها على مرّ السنين، وتطورت إلى اتجاهات أثبتت في النهاية تقويضها لذاتها. على اليمين، تحولت الليبرالية الاقتصادية في أوائل سنوات ما بعد الحرب خلال الثمانينيّات والتسعينيّات إلى ما يسمّى أحياناً (الليبرالية الجديدة). يَفهم الليبراليون أهمية الأسواق الحرة - ولكن تحت تأثير الاقتصاديين مثل ميلتون فريدمان و(مدرسة شيكاغو)، كان السوق يُعبَد وتزداد شيطنة الدولة باعتبارها عدواً للنمو الاقتصادي والحرية الفردية. بدأت الديمقراطيات المتقدمة تحت تأثير الأفكار النيوليبرالية في تقليص دول الرفاهية والتنظيم، ونصحت البلدان النامية بفعل الشيء نفسه بموجب (إجماع واشنطن). أدت التخفيضات في الإنفاق الاجتماعي وقطاعات الدولة إلى إزالة الحواجز التي تحمي الأفراد من تقلبات السوق، مما أدى إلى زيادات كبيرة في عدم المساواة على مدى الجيلين الماضيين».

ويحاول فوكوياما «تبرير» ما وصفه بأنه «بعض التخفيض في الإنفاق الاجتماعي» والذي لا يعني في الحقيقة سوى إعادة توزيع الثروة لصالح الناهبين وعلى حساب المنهوبين، وبالتالي هو «مبرّر» طبعاً من وجهة نظر مصالح الناهبين وغير مبرَّر وإجرامي ومتوحّش من وجهة نظر ومصالح المنهوبين. ويعترف فوكوياما مع ذلك بأنَّ تخفيض الإنفاق الاجتماعي «تم تنفيذه إلى أقصى الحدود وأدى، على سبيل المثال، إلى تحرير الأسواق المالية الأمريكية في الثمانينيّات والتسعينيّات مما أدى إلى زعزعة استقرارها وتسبب في أزمات مالية مثل انهيار الرهن العقاري في عام 2008. أدت عبادة الكفاءة إلى الاستعانة بمصادر خارجية للوظائف وتدمير مجتمعات الطبقة العاملة في البلدان الغنية، الأمر الذي أرسى أسس صعود الشعبوية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لقد اعتز اليمين بالحرية الاقتصادية ودفعها إلى حدود متطرفة لا يمكن تحمّلها».

 

ماذا قال عن «اليسار» و«اليمين»؟

 

لا يخلو مقال فوكوياما أيضاً من توصيف صحيح لبعض اتجاهات «اليسار» حتى ولو أنه يخفي حقيقة أنّ هذه الاتجاهات المشوّهة بالذات هي التي تلقى تمويل ودعم الطغم المالية العالمية نفسها التي تدعم متطرّفي اليمين، وكل ذلك لتحريض التناقضات الثانوية ودفعها إلى الواجهة على حساب التناقضات الجذرية والتيارات التقدمية الحقيقية. فيكتب فوكوياما «ركز اليسار على الاختيار الفردي والاستقلالية، حتى عندما جاء ذلك على حساب الأعراف الاجتماعية والمجتمع البشري. هذا الرأي قوَّضَ سلطة العديد من الثقافات التقليدية والمؤسسات الدينية. في الوقت نفسه، بدأ المنظّرون النقديون يجادلون بأن الليبرالية نفسها كانت إيديولوجيا تخفي المصلحة الذاتية لمؤيديها، سواء كانوا رجالاً أو أوروبيين أو من البيض أو من جنسين مختلفين».

وفي السياق نفسه يشير فوكوياما بوضوح إلى تلك الثنائية (يمين-يسار) من النمط الذي يشترك طرفاها المتناقضان ظاهرياً في جوهر عبادة الفردانية النيوليبرالية الرأسمالية التي مع ذلك يكتب فوكوياما عنها زاعماً «تقدميتها» فيقول: «على كل من اليمين واليسار، تم دفع الأفكار الليبرالية التأسيسية إلى التطرف الذي أدى بعد ذلك إلى تآكل القيمة المتصوَّرة للّيبرالية نفسها. تطورت الحرية الاقتصادية إلى إيديولوجيا مناهضة للدولة، وتطوّرت الاستقلالية الشخصية إلى رؤية عالمية تقدّمية أيقظت الاحتفال بالتنوع على ثقافة مشتركة. أنتجت هذه التحولات بعد ذلك رد فعل عنيف، حيث ألقى اليسار باللوم بشأن تزايد عدم المساواة على الرأسمالية نفسها» (!) – وكأن الرأسمالية دجاجة تبيض ذهب هذه «المساواة» المزعومة من فوكوياما – على كلّ حال يتابع: «ورأى اليمين الليبراليةَ على أنها هجومٌ على جميع القيم التقليدية». وفي سياق لاحق يزعم فوكوياما أيضاً بأنّ «العالم الليبرالي أحدث زيادات هائلة في المساواة بين الجنسين» (!) ويتابع «والتسامح مع المثليين والمثليات على مدى الجيلين الماضيين، الأمر الذي أثار البعض بشأن الحق في عبادة القوة الذكورية والعدوان كفضائل في حد ذاتها». وفي هذا السياق تجدر الملاحظة بأنّه وبغض النظر عن الجهة التي تنتقد هجوم الرأسمالية الليبرالية والليبرالية الجديدة تحديداً على «القيم التقليدية» فهذا لا يغيّر من واقع وحقيقة أنّ جزءاً من القيم التقليدية المجتمعية والعائلية والإرث الشعبي ما زالت إيجابيةً بالفعل وتقدّمية عندما تلعب دوراً في مقاومة التذرير والتغريب والفردانية الرأسمالية، وأنّ جزءاً آخر من «التقاليد» رجعية وعفا عليها الزمن، لكن فوكوياما بالطبع ليس في وارد ولا موقع يسمح له بتوضيح هذا التعقيد الديالكتيكي للمسألة، فوظيفته الدعائية الرأسمالية هنا مختلفة تماماً وليست من أجل تحريض التفكير النقدي عند المستَهدَفين بخطابه.

 

أين ذَكَر فوكوياما سورية؟

 

في المقال نفسه يحاول فوكوياما في أكثر من موضع اللف والدوران والإيهام بأنّ الليبرالية الجديدة بشكل خاص عقيدة ونظرية «عين الله عليها» ولا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ولكن في التطبيق وخاصةً على شعوب الشرق والجنوب العالمي يتم تشويه «طهارتها» المزعومة، ويعيد ويكرّر أكذوبة الفصل بين الليبرالية الاقتصادية والليبرالية السياسية، للإيهام بأنّ الليبرالية الجديدة «تتناقض» مع الاستبداد على حدّ زعمه وأنها براء من تغذية الفساد والاستبداد وحتى توليد تربة وحطب الإرهاب والتطرف، عندما دكّت الإنتاج الاقتصادي وخاصة في الشرق والجنوب العالمي وعمّقت استغلال الطبقة العاملة وأثَّرَت في مقاومتها ونقاباتها وحتى أحزابها، وعملت على رعاية الفاسدين وإثرائهم وربطهم بالغرب... وزادت الأثرياء ثراءً والفقراء فقراً... كل هذا لا يلوم فوكوياما عليه الليبرالية الجديدة أبداً. وفي سياق هذا الإيهام يكتب فوكوياما فيما لا يخلو من خلطٍ مقصود للحابل بالنابل:

«علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الليبرالية غير ملهِمة لكثير من الناس. غالباً ما تفشل العقيدة التي تقلّل من شأن السياسة وتفرض التسامح مع وجهات النظر المتنوّعة في إرضاء أولئك الذين يريدون مجتمعاً قوياً قائماً على وجهات نظرٍ دينية مشتركة أو عرقية مشتركة أو تقاليد ثقافية كثيفة. في هذا الفراغ نزلت أنظمة استبدادية غير ليبرالية. هؤلاء من روسيا والصين وسورية وفنزويلا وإيران ونيكاراغوا لديهم القليل من القواسم المشتركة بخلاف حقيقة أنهم لا يحبّون الديمقراطية الليبرالية ويريدون الحفاظ على سلطتهم الاستبدادية. لقد أنشأوا شبكة من الدعم المتبادل سمحت، على سبيل المثال، للنظام الحقير لنيكولاس مادورو في كاراكاس بالبقاء على الرغم من دفع أكثر من خُمس سكان فنزويلا إلى المنفى».

 

فوكوياما يكرّر الأكاذيب الغربية حول أحداث أوكرانيا

 

يختتم فوكوياما مقاله في عدة مقاطع يكرر فيها عملياً الموقف الأمريكي الغربي الناتوي الذي ينكر أنّ حلفهم العدواني توسَّع على حساب أمن دول المنطقة ومنها روسيا، فيكتب «روسيا في عهد بوتين لا تُعتبَر دولةً لديها مظالم مشروعة بشأن توسع الناتو». ويتابع متجاهلاً ثماني سنوات من عدوان القوات الأوكرانية والفاشية الجديدة على دونباس وتنكيلها الشوفيني بكثير من سكان وقوميات أوكرانيا، ويسمّي العملية العسكرية الروسية بأنها «العدوان الروسي غير المبرَّر وقصف المدن الأوكرانية المسالمة كييف وخاركيف والناس مما يذكّر بأوضح طريقة ممكنة بعواقب الديكتاتورية غير الليبرالية» على حد تعبيره، وأنّ «المدن الأوكرانية تعاني من قصف عشوائي». وبالمقابل يمجّد فوكوياما زمرة دمى واشنطن وعملائها ونازيّيها الجدد ومرتزقتها في أوكرانيا محاولاً تصويرهم وكأنّهم يمثّلون كلّ الشعب الأوكراني فيكتب: «لقد قدّمت بطولة الأوكرانيين الذين يحتشدون حول بلادهم ويقاتلون بشكل يائس ضد عدو أكبر بكثير إلهاماً للناس في جميع أنحاء العالم. أصبح يُنظر إلى الرئيس زيلينسكي على أنه قائد نموذجي، شجاع في ظلّ نيران ليست مجازية بل حقيقية، ومصدراً للوحدة لأمّةٍ ممزَّقة سابقاً. أدى الموقف الانفرادي لأوكرانيا بدوره إلى زيادة ملحوظة في الدعم الدولي. تزيَّنت المدن في جميع أنحاء العالم بأعلامٍ أوكرانيّة باللونين الأزرق والذهبي، ووعدت بالدعم المادي».

لكن يبدو أنّ تسارع التاريخ أكبر بكثير من أن يُمهِل فوكوياما استغلالَ الوقت القصير المتاح، فرغم أنَّ مقالَه نُشِرَ صباح الجمعة 4 شباط 2022، لكن يبدو أنه كتَبَه قبل ذلك وبنى بعضه على مُضارباتٍ في بورصة الدعاية الغربية سرعان ما نسفَتها الأحداث سريعاً وقتَ النشر، حيث قال في أواخر مقالِه «هناك أيضاً خطرُ تصعيد القتال لتوجيه الاشتباكات بين الناتو وروسيا مع تصاعد الدعوات إلى منطقة حَظر طيران»، علماً أنّ تصريحات واشنطن والناتو نفسها نفتْ استعدادهما لحظر الطيران رغم المناشدات بذلك التي أطلقتها السلطة-الدمية من كييف. ويبدو أنَّ التطوُّرات ستمضي في اتجاهٍ تاريخي سيأخذ وقتَه اللازم لتبديد الأوهام الأخرى التي عبّر عنها فوكوياما في خاتمة المقال عندما قال إنّ «روح عام 1989» - قاصداً روح انتصار الرأسمالية المؤقت الذي ظنّه نهائياً - «لا تزال حية في ركنهم من العالم. بالنسبة لبقيّتنا، كانت نائمة ويتم إيقاظها من جديد».