الملياردير الفاسد الذي يحاول إشعال حرب باردة
فيليب جيرالدي فيليب جيرالدي

الملياردير الفاسد الذي يحاول إشعال حرب باردة

كتب فيليب جيرالدي مقالاً يتحدث فيه عن شخص اعتبره: «الرجل الذي يستحق أن ينال فضلاً كبيراً في الحرب الباردة الجديدة». إنّه الملياردير مشغل صندوق تمويل التحوّط الذي كسب ثروته من الإتجار الفاسد بالبضائع الروسيّة في التسعينيات: ويليام براودر.

تعريب وإعداد: هاجر تمام

ويؤكد الكاتب: «لقد أصبح براودر بطريقة ما أحد المصادر الموثوقة، رغم حقيقة مصلحته الخاصة في تحقيق نتائج معينة. كما أنّ من يطلب [شهادته الخبيرة] يتناسى أنّه تخلّى عن جنسيته الأمريكية عام 1998 من أجل التهرّب من الضرائب. وهو الآن مواطن بريطاني».

ويذكر المقال: «براودر هو الرجل خلف قانون ماغنيتسكي عام 2012، فقد استغلّ رغبة الكونغرس بشيطنة روسيا، وفعل الكثير من أجل تسميم العلاقات بين واشنطن وموسكو. حيث أنزل القانون عقوبات على عدد من الرسميين الروس، وهو الأمر الذي اعتبرته موسكو تدخلاً غير مشروع في نظامها القضائي».

ورغم أنّ برودر هذا يسوّق لنفسه على أنّه مدافع غيري عن حقوق الإنسان، فقد استخدم ثروته لتهديد أيّ أحد يحاول مناقضة كلامه عبر جررته إلى المحاكم وعبر أيّ طرق متاحة، فقام بذلك بإسكات الكثير من منتقديه. وقد حكمت المحكمة الروسيّة في كانون الأول الماضي بأنّ براودر قام بشكل عمدي بإعلان إفلاس شركته من أجل التهرّب من الضرائب (تقدّر قيمتها الأولية بـ 230 مليون دولار)، وتمّ الحكم غيابياً بسجنه تسعة أعوام.

وقد عاد براودر للظهور مؤخراً، حيث تمّ استدعاؤه للشهادة في «الفضيحة الروسيّة Russiagate». وكما يذكر الكاتب: «في السادس عشر من كانون الأول تمّت إتاحة نصّ الشهادة للعموم من قبل لجنة العدل في مجلس الشيوخ، والتي زودهم بها غلين سيمبسون مؤسس شركة فيوجن [Fusion GPS]. وقد ورد اسم براودر في المقال خمسين مرّة، لكنّ هذا العدد الهائل من الاستشهاد بكلامه لم يُثر صحفاً مثل النيويورك تايمز والواشنطن بوست وبوليتيكو لتصل لبعض الاستنتاجات المنطقية بهذا الشأن».

ويذكر المقال: «لقد أثبت براودر بأنّ شخص مراوغ ونشاطاته غير متسقة. لقد ادعى سابقاً بأنّه لم يزر الولايات المتحدة من قبل وبأنّه ليس لديه أي ملكية أو عمل هناك، وهي ادعاءات غير صحيحة. فهو يملك أسهم في شركة شل في مدينة أسبن في كولورادو بقيمة 10 مليون دولار. وقد هرب، بشكل حرفي، عدّة مرات من استدعائه إلى المحكمة ليعيد شهادته تحت القسم». وهو يستخدم شركة شل محلياً وعالمياً من أجل التهرب من الضرائب والتكتم على الملكية، ليكون بذلك أحد رجال الأعمال الكُثر الذين يعملون في البيئة المسماة «بيئة الغرب البري».

ويختم الكاتب مقاله متسائلاً: «كيف يحوز هذا الرجل المصداقية، ويسمح له بأن يتحرك بحريّة بتسميم العلاقات الأمريكيّة-الروسيّة الهامّة؟» ثم يجيب: «ربّما يتضمن الأمر إنفاقه للمال... فبراودر أحد المساهمين الكبار مالياً في حملات السيناتور بين كاردين عن ولاية ماري-لاند، وهو الشخص الذي كان عاملاً رئيساً في دفع قانون ماغنيتسكي للوجود».

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني