روسيا في الشرق الأوسط ليست ظاهرة مؤقتة بل واقعاً جديداً
مع قدرة روسيا على الصمود في وجه القوة العسكرية المشتركة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا ــ وهزيمتها فعلياً ــ كان من المحتم أن تكتسب سياستها الخارجية وتواصلها الدبلوماسي مع بقية العالم ليس الثقة فحسب، بل أن تصبح أيضاً أكثر عزماً مما كانت عليه خلال العام الأول من هذا الصراع، عندما أطلقت واشنطن ما يسمى بمشروع «عزل روسيا». وفي ترجمة لمكاسبها العسكرية في أوكرانيا، استضافت موسكو أخيراً، على سبيل المثال، الفصائل الفلسطينية لتوحيدها ليس من أجل التوصل إلى حلّ دائم للصراع الأطول أمداً في الشرق الأوسط فقط، ولكن من أجل تطوير موقف موحّد قوي تجاه «إسرائيل» أيضاً. إنّ هذا النهج تجاه فلسطين - والذي يُظهر أيضاً موقفاً واضحاً مناهضاً «لإسرائيل» - مدفوعٌ بشكل مباشر بتواصل موسكو واسع النطاق مع اللاعبين في الشرق الأوسط، في وقت تحول فيه الرأي السياسي في المنطقة ضد «إسرائيل» وواشنطن، مما ترك «إسرائيل» معزولة فعلياً على الرغم من إقامتها علاقاتٍ مع العديد من الدول الإسلامية في فترة ما قبل الحرب على غزة.