أعذب موسيقى!
لم، ولن، ولا يمكنني، تغيير طبعي المحبّ للمطر. ففي كل شتاء أمارس هوايتي المفضّلة مساءً وهي سماع نشرات الأحوال الجوية من عدة مصادر، وأقارنها مع بعضها لأتأكّد من حالة الجوّ. فإذا كانت بشرى مذيع النشرة بأن عاصفة مطرية قادمة إلينا، أهلّل طرباً وأسارع بالاتصال مع بعض الأصدقاء الذين يشبهونني بهذا الطبع ونتفق على الاحتفال. ودائماً نجترح مناسبة لاحتفالنا؛ تارةً بالقول: «ما رأيكم أن نحتفل معاً ببداية الشتاء؟». وتارةً: «ستصل العاصفة غداً، وعلينا ملاقاتها على شاطئ البحر». وغالباً ما نتفق على أن نحتفل بقدومها في ربوع الطبيعة. ربما لتكامل عناصر المشهد الرومانسي فيها. فصفير الرياح وهزيم الرعد وجنون الشجر واصطخاب الطيور المذعورة وعواء بنات آوى.. تجعل المشهد أقرب إلى الحياة البدائية. تذكّرنا بعذابات البشر وكفاحهم المرير لتوقّي مخاطر الطبيعة ومصاعبها.