«جميعنا نعشق التانغو»!
سنية الحاج سنية الحاج

«جميعنا نعشق التانغو»!

تتحول قاعة الطعام، في مستشفى الأمراض النفسية في بوينيس أيرس، حيث وضعت لافتة كتب عليها «جميعنا نعشق التانغو»، إلى حلبة للرقص،فموسيقى التانغو تستخدم في الأرجنتين لمعالجة الاضطرابات النفسية أيضاً!

 

قد يكون رقص التانغو عملاً فنياً لكثيرين، لكنه بالنسبة لمرضىهذا المركز الذي فتح قبل 16 سنة في مستشفى «بوردا»وهي أكبر مؤسسة استشفائية عامة للرجال المصابين بأمراض عصبية نفسية في الأرجنتين، فرصة للتعلم والتعرف على الجسد وإطلاق العنان للتفكير الإبداعي.

في هذا المركز، يدعى المرضى مرتين في الشهر إلى الرقص لمدة ساعة على أنغام التانغو الذي يعدّ رمزاً وطنيا للأرجنتين. يضمّ المركز نحو 10 مرضى، ويفتح أبوابه للجميع خلال حصص الرقص فتنضمّ نساء كثيرات يهوين التانغو إلى المرضى.

ويؤكد ماكسيميليانو الذي لا يفوت أي حصة رقص «شعرت اليوم بأنني أرقص بطريقة أفضل وكنت أكثر ارتياحاً». ويقصد الشاب البالغ من العمر 35 عاماً المستشفى من دون أن ينام فيه، متابعاً دروساً في إدارة السياسات الثقافية.

تجول صاحبة هذه الفكرة، عالمة النفس سيلفانا بيرل، مرتين في الشهر على غرف المركز لحث المرضى على الرقص. لكن غالبيّة المرضى يتحفّظون. ويقول أحدهم وهو ينتظر دوره للحصول على الأدوية «ليس لدي وقت لذلك». وتشير بيرل إلى أن «هذه الحصص هي بمثابة لحظات انفصال عن المستشفى.. فالأنغام الفنية لها مفعول اليقظة على المرضى، وتدعوهم إلى التواصل».

وبحسب عالمة النفس، إن عدد المشاركين في حصص الرقص يختلف باختلاف الأيام. وتبدأ الأجساد بالتمايل على وقع الأنغام والضحكات ليقوم المدربان لورا سيغاديه (44 عاما) وروك سيلز (53 عاما) ببعض الخطوات أمام الحاضرين ويوجهون إليهم الإرشادات. من بعدها يختاران شريكة لكل راقص ويبدلان الشريكات مع تغير الموسيقى. ويقول سيلز: «إنها حصة تانغو تقليدية. وهم يحاولون الامتثال للتعليمات قدر المستطاع ويبذلون قصارى جهدهم للقيام بخطوات كانت تبدو لهم صعبة في البداية».

 

وتكشف لورا سيغادي أن «سلوك المصاب باضطرابات نفسية يتّسم بالإذعان والرضوخ لكنه عند رقص التانغو يكتسب سلوكاً مقداماً من خلال إطلاق العنان لحسّه الفني».